آراؤهم

أنا من أكون؟

أنا من أكون؟ 
بقلم.. عبدالعزيز التركي 
منذ مايقارب ست سنوات لم أكن أعلم من أن أكون أو بالأحرى كنت منشغلاً باللهو والعب كحال بقية المراهقين، أتسكّع بالأسواق، وأعاكس الفتيات.. ولكني لم أكن يومًا قاطعًا للطرقات.. وذلك بفضل من رب السموات. 
إلى أن جاء اعتصام الأبطال أمام مجلس الأمة في عام 2008، بعدها بدأت أبحث وأتساءل عن هذا الألم الذي لم أشعر به.. ولكن تنبأت بكونه ألماً.. فانتهت كل تلك (الابتهالات).
لم أكن أعرف حقيقة الأمر كل ما أعرفه كوني (بدون)، ولكن من هذا البدون؟ ولماذا هو (بدون) وهل هناك حل عمّا قريب.. وكيف سيعيش مستقبلاً، فكانت الأجوبة “اجتهد يا عبدالعزيز”.. فبعد عام ستتغيّر الأمور وبعد عام يأتي دون أي تطوّر فتكون الأجوبة هي ذاتها، العام القادم بحول الله إلى أن وصلت الأمور إلى بعد (عيد المسلمين !)، يا عبدالعزيز هناك دفعة من التجنيس.. كيف هي دراستك؟ هل هي على مايرام؟ لاتبالي ولاتكترث.. مستقبلك ينتظرك. 
نقف هنا لحظة ونعود بالذاكرة إلى الوراء كثيرًا، ونتذكّر عن ما كتبه الكاتب الكبير فريدديك نيتشه عن حالتي: “ما يحزنني ليس كذبك علي، ولكن إنني لم أعد أصدقك”.. حقيقةً أفصح لكم عن سر، لم أكن أعطي تلك الأمور اهتمام، فقد أنتابني شعوراً بأن (والدي) يكذب عليّ، كونه يعرف أن هذه البلاد مستمرة بظلم العباد، ولكن لايريد أن يحبط من معنوياتي (المتبقية). 
عدت مجددًا إلى حالة (اللا مبالاة)، فقد محونّا مافعله الأبطال، وهذا فعل من يد الشيطان، فلو كان الاستمرار من ذاك التاريخ.. لمى كتبت عن جرحي الآن.
استمرت حياة اللامبالاة واستمر اللهو واللعب إلى أن عادت العزيمة مجدداً وخرج المئات صارخين (سلمية.. سلمية)، التحقت بهم آنذاك وكنت أجهل الوضع مطلقاً.. لدرجة أنني أسير بكل ثقة أمام القوات الخاصة، لم أتوقعهم عدواً لنا أبداً. 
 
بعدها التحقت (بالفرسان) واطلعت جيدًا على المعاناة، وليتني لم أعرف تلك الأيام، فقد أصبح الألم فرضاً علي تذكره بشكل يومي، مما أضعفني وتمكّن من السيطرة عليّ تماماً، لا أبالغ أن قلت لكم أثناء ابتسامتي.. أتذكّر معاناتي  فأعود بائساً، لا أكذب عليكم دون أن أحلف لكم، حتى أثناء ممارستي لإحدى الهوايات كمثل كرة القدم  أثناء فترة الراحة لا أتذكّر سوى حالي. 
 كم أتمنى أن أجد من يبادلني كمثل هذا الشعور حتى أنكحه (فكري)، ويجهض ماتبقى من أمالي.. كم أتمنى أن أرى الفرسان القدامى مجدداً يصولون ويجولون، ويطوفون (النجاشي) فهم فخراً لنا..  ورمزاً لحريتنا. 
خارج النص.. وليس ببعيداً 
 
يقول أحدهم: لماذا أنت مهتم جداً بمستقبلك فما زال عمرك لا يتجاوز الرابعة والعشرين، وهذة القضية ستنتهي على أكثر تقدير بعد سبع سنوات. 
سيدي الفاضل… هل انتظر النار تلتهم منزلي؟ أم أخرج قبل أن تندلع؟ 
سيدي المحترم… هل أقف انتظر (الكرة) تأتي إليّ أم اذهب لها، حتى لا أكون في موقف (تسلل) فاقعد أجلد ذاتي ! وأمارس هواياتي .. فجلد الذات أفضل هواياتي!
سيدي الموقّر… من يعوّض شبابي آنذاك!؟ 
كل ما أعرفه الآن.. 
أن بيني وبين سعادتي بحرًا عميق .. 
والناس حالوا بين قلبي والطريق!! 
ختامًا 
 أني لأبذل أنفاسي بأرخص الثمن … 
 حتى أراك (يا كويتي بدون) منتصراً…
قصة حقيقة .. من جحافل الماسأة  !