كتاب سبر

جعلوني “شبّيحًا”

جعلوني “شبّيحًا”
يومٌ جديد يبدأ برزنامة جاهزة وعملٌ مكرر امتهنه بإسمي المستعار تعبيرًا عن ذاتي وترسيخًا لدور البطولة فليس ذنبي أني متوسط التعليم ولم أحقق مكانة بالمجتمع فإن لم تنحنِ لي الحياة أدبًا وأخلاقًا اُطوّعها شتمًا وإساءة فالظروف ومن حولي صنعت مني شخص رخيص لاقيمة له ولايجيد عمل شيء سوى الفجور بالخصومة والطعن بأعراض الناس لصالح ذاك الرمز الذي “أعبده” .. نعم شبيح ولكن !
إلى الخصوم .. إلى الشرفاء .. إلى كل من يختلف مع رمزي الذي انقاد خلفه بلا عقل ولا تفكير لا تلوموني إن شتمت عرضكم أو كشفت أستاركم وطعنت بذممكم فأنا سلاح اتحرك وفق الأوامر ولا أملك من أمري وعقلي شيئا .. فأنتم تُخاصمون الفكرة وأنا أطعن بصاحبها فهذا دوري بالحياة فاعذروني واحترموا مهنتي فأنا شخص رخيص ولاشيء يُذكر.
أنا الشبّيح الذي سلّم عقله لرمزه ويراه نبيًا معصومًا عن الخطأ .. أنا الذي يتتبع عوراتكم ليكشفها ويزورها وسط تشجيع من الذي يظهر صامتًا أمامكم .. أنا الذي يخوض الحروب بالوكالة ويغرق بوحول الشتائم والإساءة .. أنا الذي يرمي المحصنات والحروف الفاجرات .. أنا الذي ركنتني الحياة بهوامشها فتعلقت بحذاء رمزي الذي أعبد .. أنا الذي لم يقرأ كتابًا ولايعترف بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. أنا الذي بلا شهادة ولاتعليم ورخيص الفكر والتعبير .. أنا المغلوب على أمره المختوم على عقله.
دوري أصبح تمزيق كل من يُشار إليه “بالنظر” .. والبداية لفظٌ عظيم وحرفٌ عقيم من إسمٍ مستعار، فالجبناء أمثالي أعلى مراتب الشجاعة هي الاختباء وازدراء الناس والانطلاق من العدم و المجهول .. ولو كان الحظ رفيقي لأطلقت “من أنتم” التي بداخلي ولخاطبت أفكاركم قائلًا “بدك حرية ولاه” .. ولكنها الحياة لم تكرمني بالثقافة ولم تطرح بقلبي الشجاعة فكان التشبيح حلًا لعديمي القيمة .. أمثالي.
إذا كان الاحترام زادكم فأنا رذيل الكلام منهجي ولا يغرينكم صمت ذاك الذي أتحرك وأفجر بالعالمين من أجله فلولا التوكيل الضمني منه لما مارست التشبيح مهنةً وهواية .. فعذرًا ياوالدي أردتني شخصًا ذا أثر بالمجتمع فأصبحت كنافخ الكير خبيث النفس والمبسم فالحياة بخلت بعطائها ولم يعد أمامي سوى أن أكون شبيحًا رخيص القيمة عديم الكرامة ضائع الهوية وإني على حالي .. لحزين.
إضاءة:
التشبيح أنواع وأحجام ومقاسات .. معادلة تشبيحية
اشتم أكثر .. تصبح أفضل
آخر السطر:
 يومنك رخمه يا فهيد .. ليه تدخل بإسم مستعار وتسب العالم؟
فرّع عن راسك “ولاك” 
بقلم.. دويع العجمي 
تويتر: @dhalajmy