أقلامهم

تركي العازمي: يجب أن نحترم بعضنا البعض وأن نؤمن بأهمية وجود المعارضة في الممارسة الديموقراطية.

وجع الحروف / المجلس والمعارضة و«الشو»….!
د. تركي العازمي
كنت ومازلت وسأظل أحترم مقولة قيادي بارز سابق عملت معه رغم اختلافي معه في بعض القرارات الإدارية… كان يقول «للأمانة أنا أحترم المسؤول المشاكس الذي يحاول إيصال رسالة معينة لي…»!
واليوم أذكر هذا الاحترام بعد متابعة بيان الشيخ أحمد صباح السالم وحديث الأخ بو عبدالعزيز أحمد السعدون… فالمجلس في جلسة الأربعاء الموافق 1 مايو 2013 الذي صادف يوم العمال العالمي قد طالب تحديد وقت لمناقشة بيان الشيخ أحمد صباح السالم وطبعا سقط الاقتراح بموافقة 3 من إجمالي 45 عضوا!
بعد سقوط الاقتراح خرجت العبارات من الوزير محمد العبدالله «وقت المجلس الذهبي» والنائب المري أستغرب «يسوي البعض الشو» والنائب الدويسان «تفوح العنصرية…..»!
ما هكذا تورد الأبل… نواب مجلس المعارضة قدموا مقترحات طيبة منها رفع بدل الإيجار، زيادة القرض الإسكاني، وزيادة علاوة الأولاد وغيرها الكثير من الاقتراحات والاختلاف معهم لا يجب أن يصل إلى حد التشكيك!
كانوا «مشاغبين» وهذه طبيعة المعارضة… اتفقتم معهم أم اختلفتم معهم.. أعجبوكم أم لم يعجبوكم.. كان من المفروض التعامل مع القضايا التي طرحت سابقا والتي تطرح من قبل المعارضة حاليا بحاجة لمن يتبناها بعيدا عن «الشخصانية» فالكويت التي «نكتب لأجلها لا لغيرها» كما ذكرت في المقال السابق أكبر من صراعات سياسية البعض لا يتقن فيها فن التعامل معها كمضمون لا علاقة له بالأشخاص!
نحن نفهم أن «الفلوس» مبعثرة والقيود التي تحكم أوجه صرفها غير محكمة ولذلك يعلو صوت من شعر بخطورتها!
إنني أحترم من يرى في الاختلاف منهجا صحيا فلولا الخطأ لما استطعنا تقويم الإعوجاج و«يا كثره»!
إن النائب في مركز تحتم عليه المسؤولية الأخلاقية أن يستوعب متطلباته وتبني الاقتراحات سواء كانت من نائب سابق معارض أو «منبطح» وذلك بالنظر إلى فحوى الموضوع كمادة قابلة للنقاش بغض النظر عن شخص مطلقها!
لم يتغير شيء… فمؤشر الفساد في ارتفاع ومعالمه لا تحتاج إلى تصريح من نائب أو وزير وتعايشنا مع بعض يوجب علينا تقبل الرأي والرأي الآخر أما أن نترك الرأي الآخر ولو كان صائبا لمجرد إن صاحبه معارض لنا فهذا بحد ذاته عامل مفسد ومضر للمصلحة العامة.. مصلحة الكويت التي لن ترتقي في ظل غياب صوت المعارضة… إنها سنة الحياة!
ليخبرنا المتابعون للقضايا المطروحة المرتبطة بالشأن العام ومصلحة البلد والمواطنين والمقيمين عن سبب واحد يدفعنا لالتماس العذر حول العبارات التي يطلقها بعض نواب المجلس الحالي وبعض نواب المعارضة في الحراك السياسي الذي تشهده الساحة؟
المراد… يجب أن نحترم بعضنا البعض وأن نؤمن بأهمية وجود المعارضة في الممارسة الديموقراطية وعندما تخرج لنا قضايا فساد إداري، يجب أن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة.. والله المستعان!