كتاب سبر

أليس فيهم رجل رشيد؟!

لدى جماعة الإخوان الحاكمة مرشد.. ونائب مرشد.. ومكتب إرشاد.. ومكاتب إدارية فى كل المحافظات والمدن فى إطار تنظيم حديدى يتسم أعضاؤه بالسمع والطاعة للقيادات.
لكن ليس من بينهم رجل رشد.. يخرج ويقول الحقيقة.
تلك الحقيقة التى باتت معروفة للجميع أنهم فاشلون.
فمنذ أن تولوا السلطة عبر مندوبهم فى الرئاسة محمد مرسى.. وهم عجزة وفاشلون.
ولم يف محمد مرسى بأى وعد أخذه على نفسه ويقود البلاد من فشل إلى فشل.. وباتت الدولة فاشلة تحت حكم الإخوان.
يدعون الثورية الآن.. وهم أبعد ما يكونون عنها.. وهم على حالهم قبل أن يتولوا السلطة بفضل تحالفاتهم وتضليلهم وصفقاتهم فى الداخل ومع الخارج.. فليست لهم علاقة بالثورة ولم يكونوا أبدا ثوريين ولا دعاة ثورة.. لكنهم استغلوا ثورة 25 يناير للسطو عليها والوصول إلى حكم البلاد بالضلال والصفقات.
يدعون الحرية.. وهم فى تنظيمهم ضدها.. ولا يسمحون بها.. فهم تربوا على السمع والطاعة.. ويريدون أن يتبعهم الآخرون.
يدعون الديمقراطية.. وهى براء منهم.. فليس السمع والطاعة من الديمقراطية.. فهم يريدون ديمقراطية على مقاسهم وبطريقتهم.. ويتبعهم الغاوون الانتهازيون الذين يعملون مع أى نظام حكم.
يستخدمون الإسلام.. والإسلام منهم براء.. فهم يكذبون ويضللون.. من أجل مصالحهم ومنافعهم.
يريدون السيطرة والتمكين.. ويعملون من أجل ذلك بكل ما يملكون.
يريدون الإعلام تابعًا ومهللاً.
ويريدون القضاء تابعًا وليس مستقلاً.
يريدون القضاء على الثوار.. بعد أن فضحوهم وكشفوا زيفهم وكذبهم وادعاءاتهم الثورية.. التى جرى استغلالها لوصول مرسى إلى مندوبية الرئاسة باعتباره ثوريا مناضلاً ضد النظام السابق وهو الذى كان يهرول إليه.. قبل الثورة عندما كان يفاوض الأجهزة الأمنية على مقاعد البرلمان وخداع الناس.. وفى أثناء الثورة عندما هرول مع إخوانه للحوار والتفاوض مع عمر سليمان فى الوقت الذى كان فيه الثوار فى الميدان يصرون على أنه «لا حوار إلا بعد الرحيل».
ويصرون على اعتقال الثوار بعد أن استطاعوا أن يجعلوا الشرطة فى خدمتهم.. وتأخذ تعليماتها من مكتب الإرشاد.
وحدث ولا حرج على ما يحدث حتى الآن من انفلات أمنى فى جميع المدن والشوارع.. وكأنهم يتعمدون هذا الانفلات من أجل مزيد من السيطرة والتمكين.
وحدث ولا حرج عن الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد.. والتى ليس لها حل على المدى القريب.
فهم يتبعون سياسات اقتصادية فاشلة وبشخصيات عاجزة جاهلة تُدخل البلاد فى أزمات جديدة.
وأصبح الناس تعانى على أيديهم أكثر مما كانت تعانى من النظام السابق الفاسد المستبد.
وكأن الثورة لم تقم.
وكأن الحكم لم يتغير.
فالناس فى أزمة مستمرة من رغيف العيش مرورا بالسولار والبنزين والكهرباء حتى فى أمنهم الشخصى والحياتى.
ومع هذا أهل الحكم فى الجماعة لا يهتمون بتلك الأزمات.. وكأنهم يعيشون فى كوكب آخر غير الذى يعيش فيه الناس!!
ورغم ذلك لا يخرج منهم رجل رشيد يعترف بفشلهم فى إدارة البلاد.
ليس فيهم رجل رشيد يخرج ويحترم هذا الشعب ويعترف بكذب الإخوان وضلالهم وتضليلهم.
ليس فيهم رجل رشيد يخرج ليعترف بعجزهم فى إدارة شؤون البلاد.
ليس فيهم رجل رشيد يخرج ويحذر من سياساتهم التى ستؤدى إلى انهيار البلاد.
إنهم ما زالوا مغرورين.. كاذبين مضللين.