آراؤهم

ماذا تريدون.. من البدون؟

ماذا تريدون.. من البدون؟

بقلم.. حمود الفضلي 
لا أعلم ماذا يريدون من  البدون هذا الكائن الضعيف الذي يريد أن يعيش مثل باقى البشر، ويحيا حياة كريمة كإنسان.
البدون معتاد على الصدمات والألم والحرمان، ولن ننسى موت حمود الخالدى وحيدًا بلا أسرة وبلا أولاد، ولن يمحى من مخيلتنا أم محسن وسكنها فى جاخور وأكلها من القمامة ومعاناة جاسم وعيشه بعيداً عن أعين البشر! ثم وضعه فى مستشفى الطب النفسي.
وأيضًا انتحار بدر العنزي محترقًا فى سيارته، ومن ينسى عادل العنزي الذي توفي فى بلد المهجر وأبى إلا أن يدفن فى بلده، لن ننسى.
ولكن الحكم الذي صدر على الطفل البدون وهو السجن لمدة شهر كان كزلزال تسونامي الذي هزّ كل صاحب قلب سليم، وكل رجل شريف وشارب كل حر، (طفل) يعمل وهذه مصيبةـ ترك مقاعد الدراسة لأنه يريد أن يعيل عائلته ويستر على أخواته، وذهب إلى العمل، وأي عمل؟ يبيع (الرقي) على الرصيف فى هذا الجو اللاهب، لأنه لم يجد من يقبّل به كموظف، لأنه (بدون) ونحن فى بلد يوميًا تدخله عمالة تقدّر بالآلاف، ناهيك عن الجو اللاهب، ولا يسلم هذا (البدون) من مضايقات البلدية ومن مصادرة بضاعته متحججين أن البيع على الرصيف ممنوع. 
هذا البدون تمت إحالته إلى القضاء والحكم عليه بالسجن لمدة شهر لأنه أراد العيش بشرف وبكرامة حتى لا يمن عليه أحد، لا يريد أن يمد يدّه إلى أحد الذين بعمره، هم الآن يتحضرون لامتحانات آخر العام الدراسى، وبدأ البعض منهم باختيار سيارته التى سوف يشتريها بعد النجاح، والبعض الآخر يرغب بقسط من الراحة بعد تعب الامتحانات بالسفر إلى الدول السياحية.
متأكّد أن هذا البدون سوف يقضى هذا الصيف على رصيف الشارع لسد جوعه ودفع إيجار منزله وشراء ملابس العيد لوالدته وأخواته.