كتاب سبر

الطريق ينتهي بالقُصير

بلاد الشام معقل المسلمين حين تقع الملاحم،  فعنه صلى الله عليه وسلم قال:
” فُسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذٍ “..أو كما قال.
والفُسطاط هو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون ، ويتميز صفهم من فسطاط النفاق والكفر.. وما أجدر ما يحدث اليوم على أرض الشام بهذا الحديث!.
لقد بدأ الربيع العربي بتونس ثم عبرها إلى مصر مروراً إلى  ليبيا، ليدخل الشام فيمكث فيها، ليجعل الله من أرض الشام اليوم فُسطاطاً للمسلمين يكشف به ما كان مستورا من نفاق من يدعي الإسلام ويرفع راية الإسلام، وراية تحريرالقدس.. فلطالما تبجحت إيران بتحرير فلسطين، وأقامت ولاية فقيهها على ذلك، وعلى” العداء” لأمريكا عدوة فلسطين، بل وأنشأت في لبنان حزباً يرفع راية مقاومة إسرائيل، والموت لإسرائيل ولطالما تبجح نجاد بأن العد التنازلي لفناء إسرائيل قد بدأ، ولطالما رسم ببلادة لاتضاهى، علامة النصر، بل ويذهب الأمر إلى أكبر من ذلك بافتعال ” حرب ” مع إسرائيل عام 2006 ليخرج بعدها ما يسمى بحزب الله اللبناني حاملا إكليل الغار”بالانتصار” على إسرائيل ، حتى لقب يومئذ أمينه العام بصاحب النصر الإلهي، وبطل المقاومة، وكاد لم يُستثن أحد بهذا الاستغفال…ثم هاهي جمهورية إيران الإسلامية اليوم تلقي بأقنعتها، وتدخل بكل ثقلها العسكري والمالي، والمعنوي إلى جانب النظام النصيري لقتل المسلمين رجالا وأطفالا ونساء في الشام، في حين ليس بينها وبين”العدوة” إسرائيل إلا كيلومترات!!.
لقد تساقطت أكذوبة “طريق تحرير فلسطين يبدأ بالقدس “.. لينتهي بالقصير..ثم هاهو حزب”الله” اللبناني يدخل فُسطاط النفاق من أظهر أبوابه، ويقذف بالآلاف من عناصره ، ليرتكب المجازر والمذابح بأطفال المسلمين في قُصير حمص وغيرها، ومعاقله في لبنان على مشارف “العدوة” إسرائيل لم يجرؤ عنصر من عناصره على دخولها!!.. هكذا هي مقاومة ولاية الفقيه، ثم يأتي حزب الله العراقي مثيله وربيب ديمقراطية أمريكا العراقية، وثاني أبناء ولاية الفقيه، ليتخذ صفه في الفُسطاط ذاته.
لقد اتضحت الرؤية اليوم لكل مستغفل بالشعارات فانكشف مشروع فارس الصفوي للجميع، وعُرف اليوم من هو العدو ، وسقطت أكذوبة ” الموت لأمريكا”و” الشيطان الأكبر” وظهر الشيطان الأكبر للعيان على حقيقته ، وأين فُسطاطه ، ومن هم جنوده؟!.