آراؤهم

ياحكومة هل هي….. صحوة أم صفقة؟

لفت انتباه الجميع في الآونة الاخيرة اهتمام الحكومة في شؤون القبائل بشكل ملفت للنظر دون سابق علم او تمهيد  كعمل زيارات متكررة إلى دواويين عدد من شيوخ ووجهاء وأعيان القبائل الذين نكن لهم كل التقدير والمودة والاحترام ومكانتهم الاجتماعية المحفوظه عند القبائل وغيرهم.
 وهذا الشعور ليس وليد اللحظة، بل عهد قديم  جبل عليه الجميع مند الازل وليس محل تشكيك أبدا، فهذا الموضوع منتهون منه ولكن الغريب في ذلك أنه لا أحد يعرف السبب الرئيسي لهذه الزيارات المفاجئة في هذا التوقيت بالذات ولماذا ؟.
 وبالتأكيد لا أحد يعترض علي ذلك لأنها هذه سمات و عادات اهل الكويت الطيبة  سواء أن كانت بينهم او بين الاسرة الحاكمة و الشعب وهي في الواقع خصلة حميدة تعزز فيها روح التواصل الاجتماعي وتأكيد بالتمسك بالوحدة الوطنية بين كل فئات المجتمع تحت سقف واحد وأهل الكويت يعلمون ذلك منذ القدم مما يزرع الالفة والمحبة بين الجميع كإطار اجتماعي.
 ومن هذا الصياغ عندما ننظر لموقف الحكومة في السنوات الاخيرة  وهي تترك  الحبل علي الغارب في أي امر يخص القبائل فهنا تكمن المعضلة الحقيقية في سبب الاحتقان الذي ولد انفجاراً سياسياً ليس فقط بين القبائل بل بين  ثير من مكونات الشعب، فعلي سبيل المثال لا الحصر عندما يتجرأ أحد المتسلقين والمأجورين قبل فترة من الزمن في ضرب القبائل بشكل مباشر ومعيب وبكل دناءة والتي بسببها حلت علينا أزمات وفتن وتمزيق للنسيج الاجتماعي خلال الخمس سنوات  الماضية دون أن تطبق عليهم  القانون وهم يسرحون ويمرحون في وسائل الاعلام دون اي إجراءات صارمة تردعهم وترد كرامة أبناء القبائل وهؤلاء الشاكلة المنحطة التي استمرت في  ضرب نسيج اساسي من أنسجة الشعب الكويتي وصلوا الي قمة البرلمان في قاعة عبدالله السالم بدعم وتخطيط حكومي إذن أين هو دور الحكومة و اهتمامهم بشئون القبائل؟ المتشدقة بالشفافية والمساواة وغير ذلك من الكلام المصفف الانشائي المتهالك في تعزيز وحماية  هذا المكون الاساسي من مكونات المجتمع وللعلم التاريخ يشهد بمواقف ورجالات  القبائل منذ أن تأسست الكويت وكان لهم دور كبير في الدفاع عنها وعن حكامها لانهم جزء كبيرمن كيان هذا الوطن.
 
هل تحاول الحكومة اقناع القبائل بأن القانون يطبق علي الجميع أم ان “عيال بطنها” لهم الشأن والسيادة الكامله والتمرد والتجاوز علي القانون دون حسيب و تقدم لهم كلمة تفضل “طال عمرك” يستاهلون “عيالنا” أما أبناء القبائل وغيرهم من أبناء الشعب ذو الكفاءة والخبرة  يقولون لهم ” لا”  فهذه الممارسة الطبقية المجحفة بحق الشعب  ظالمة وتريدون أيضا صمتهم فلا تلومون أبناء القبائل في عمل حراك  يعبر فيها عن رفضه لما حدث بشكل حضاري والتي أثقلت كاهل الحكومة ومن هذا الجانب  نرى ممارسات من قبل اصحاب القرار والنفوذ بتهميش دور القبائل وغيرهم من عامة الشعب الذين لايوجد عندهم “واسطة” ولهذا تجد  تفكيك و تمزيق في المجتمع الي طبقات وفئات بل لو تنظر أيضا للمناصب الوزارية والسيادية  او الوظائف المرموقه لن تجد الكثيرعند أبناء القبائل وحتي المبادرة في إعطائهم فرصة أسوة في غيرهم في عمل  مشروع  في اي مجال  فلن يحصلوا علي شيء وان وجدت تكون بنسبة ضئيله  ولكن للاسف أخر هم الحكومة ان وجد هم القبائل فلا ترتجون منهم شيئا من الاصلاح و تلك الزيارات المغطاء بغطاء اجتماعي تحمل  احتمالين الاول منها اما ان تكون شكلية وفقاعة وبهرجه وصفقة اعلامية لحاجة في نفس يعقوب وخصوصا قبل موعد المحكمة الدستورية وهذا له تفاسير كثيرة ونحن بلاشك في دولة قانون ومؤسسات والمواطن له حقوق وواجبات والجميع سواسيه امامه والكل يحترمها ويمارس دوره وفقا لها ولسنا في دول عشائرية مع احترامنا للجميع وان كانت الحكومة تريد ذلك فهي الخاسر والقبائل هي الرابحه لان الامور سوف تخرج عن الاطار المعمول فيه في الدول الحضارية  والاحتمال الثاني ربما  تكون صحوه حكومية متأخرة و تداركت الامر وأعطت للقبائل قدرها واحترامها  بعد ما رأت بأنهم  ظلموا في ممارسة حقهم الدستوري والقانوني وأيقنت بانهم يحملون ولاء ووفاء لهذه الارض وللاسرة الحاكمة بشكل لايضاهى وقادرين علي فعل المزيد لهذا الوطن مما جعل هناك ردة فعل حكوميه لإعادة الحسابات فقامت بتغير السياسة الهدامة وان القانون سوف يسري علي الجميع  لتحقيق مبدأ المساواة وان مايجري علي غيركم من ابناء التجار والمتنفذين و…. سوف يجري عليكم وهنا سوف تحقق الدوله مبادئ الدستور وتعزز مفهوم الوحدة الوطنية وتتجه نحو آفاق من الاصلاح والتنمية.
 
اتمني من الحكومة وأبناء الشعب أن يفرقوا بين الترابط والتواصل الاجتماعي الذي يسوده التقدير والاحترام وبين المبادئ والمواقف السياسية الاصلاحية التي تستمد من روح الدستور فلا هذا يؤثر في ذاك ولايوجد تعارض بينهم في الأصل بل بالعكس هذه الديمقراطية التي تندد بها الحكومة دائما وإذا كانت هي تعتقد بأنها سوف تؤثر في الرأي والموقف السياسي علي أبناء القبائل عن طريق شيخ القبيله او الاعيان  بهذه الزيارات فسوف تكون مخطأ و واهمه.
 
نسأل الله العلي القدير أن يديم علينا المحبة والامن وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.