كتاب سبر

شيخ القبيلة.. انتهى

كان أبناء القبائل في القديم يحتلفون عنهم، وقبل قيام دول جزيرة العرب وفي بداية قيامها كان شيخ القبيلة هو صوت القبيلة المسموع عند الحاكم وهو من يقوم بحل مشاكلهم الكبير منها والصغير وكانت ظروف تلك المرحلة تتطلب ذلك، وكان الحكام يكرمون شيخ القبيلة لكسب ولائه وودّه لهم، لأنه لا يمثّل نفسه بل يمثّل قبيلة، لكن بعد وضع الدستور وبدأت الحياة الديمقراطية، بدأ دور أمير القبيلة يتلاشى مع زيادة وعي وثقافة و تعليم أبناء القبيلة، حتى وصلنا الآن إلى إعدام دور شيخ القبيلة سياسيًا، وأصبح دوره اجتماعيًا فقط.
لعلّ الآن أكثر أبناء القبائل يتبرؤون من مواقف شيخ القبيلة، لمخافتهم في الرأي وانحيازه الدائم لرأي الحكومة  وذلك لأسباب عدة، منها أنه لا يأخذ برأيهم ويريد فرض رأيه في زمن تحرر الشعوب ووعيها السياسي والعلمي اليوم، لا نكاد نرى شيخ قبيلة يتم الاتفاق عليه من أبناء عشيرته اليوم الزمن تغيّر (كلٍ شيخ عمره)  ماعادوا الناس يرضون الوصاية عليهم بسبب عادات بائدة ولا عادوا يرضون المجاملة و المهادنة على حساب كرامتهم.
شيخ القبيلة المحترم هو من يقول كلمة الحق في موقعها دون خوف ولا خضوع ولا خنوع، شيخ القبيلة إذا أراد أن يحترمه الناس، يجب عليه الذود عن كرامات الناس كيف يريدون أن يحترمهم الناس وهم يستضيفون ويطبلون ويلمعون من أهدر كرامة قبائلهم و يجعلونه في مقام الحق، ويجعلون أبناء قبائلهم المظلومين في مقام الباطل.
شيخ القبيلة انتهى دوره السياسي، وإذا استمروا هؤلاء الشيوخ في غيّهم سينتهي دورهم الاجتماعي قريبًا.
خارج السرب:
احفظوا مابقي من كراماتكم أيها الرعاة
م. فلاح الظريان
@falahalhajeri