بورتريه

سارة الدريس..المصباح والقلم

“إلى جرحي الحبيب مع التحية”.. 
هل كان هذا العنوان نبوءة “سارة الدريس” لما سيحدث لها لاحقاً؟.. ربما، وان كان كان المضمون مختلفاً بين ما حوته تلك الرواية التي حملت ذلك العنوان، وبين الواقع الذي عاشته وتعيشه في الوقت الراهن، إذ تجد نفسها ملاحقة أمنياً منذ أن حجزت لها مساحة في فضاء “تويتر” وراحت تغرد مطالبة بالصلاح والإصلاح لهذا الوطن، شأنها في ذلك شأن شباب آخرين  واجهوا المصير ذاته، واحتضنتهم جدران السجن قسراً. 
لكن سارة الدريس تختلف عن سواها في كونها أول فتاة تعاقب بالحبس في رأي قالته، في لحظة شعور بالغيرة على الكويت، التي تراها تخلفت كثيراً عن جاراتها الأخريات، وراحت  تدار بعقل بوليسي لا يدع مجالاً لأحد أن يقول ما يريد وأن يعبر عما يريد وقت ما يريد.
 سارة الدريس التي وقفت ثابتة كشجرة أصلها ثابت إزاء معاول التشويه التي طالتها من أتباع السلطة، وأدارت ظهرها لكل حملات الردح والتشهير، ها هي الآن تدفع ثمن انحيازها لحرية الكلمة، ولمبدأ الفصل بينها وبين جدران السجن، وهي إزاء الحرب المستعرة في “تويتر” التي نالت من سمعتها وكرامتها، وتحت ضغوط المقربين منها بدفع الهجوم المتواصل عليها، لم تشأ إلا أن تستخدم سلاح الكملة الموجزة والعبارة المنمقة التي ترى أثرها فعّالاً ضد من تعتبرهم  خفافيش الظلام ، أولئك الذين لا يظهرون إلى في المناطق السوداء، أما كيف تواجههم فلا يكون ذلك إلا بإشعال النور، وكأنها تمسك مصباحاً في إحدى يديها ، وقلماً باليد الأخرى.. قالت في واحد من ردودها: 
أعلم جيدا أن الكلاب ممن أساءوا لي لم يجدوا نقيصة في كلامي، فلجأوا إلى قذفي ومن يقذف فتاة دون مستمسك ملموس عليها ودون شهود فذلك نقص في إيمانه وعقليته وخشيته من خالقه، وليعلم كل من طعن في شرفي أن الله حسبي، وأنه تعالى علي وعليهم شهيد، كل ما أكتبه سواء هنا أو في رواياتي أو في أي منتدى رأيي أنا وحدي، والرجاء عدم المساس بأهلي، فقد أصدر الكتاب باسمي ولم أصدره بالنيابة عنهم، وأخيرا، لا يهمني كل ما قيل، فكل ناجح مهاجم، هذا أمر طبيعي، وأشكر كل كلب قذفني وأساء لي وطعن بشرفي وألصق بي شتائم بذيئه وتحدث عني بأسلوب قذر.
 
تقول أيضاً: 
لن أبرئ، كل لسان وصفني بأقذر الألقاب، وكل ظن أساء الحكم علي، وكل من نقل خبرا كاذبا سيئا عني، وكل نفس حقيرة أضمرت لي شرا، وكل من حرمني من أن أحيا كإنسانة على الأقل، سأترفع عن كل شيء، وسأرى نفسي رمزا مثاليا لا يعيبه شيء، على الأقل لست مدينة لأحد ولو بحرف واحد، نقيت نفسي أمام الله، وطهرت روحي، وسأقاضي كل من أساء لي يوم الحساب، الكل سيحاسب أمام الله، قال تعالى ” ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”.”
—-
ها هي سارة الدريس اليوم تحقق نجاحاً باهراً في دفع “الفتاة الكويتية” نحو المشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل أفضل للوطن، ، حتى لا تكون قابعة فقط في دائرة  “الترشح والانتخاب” أو مقيدة بحبال هذا الحق، دون الاهتمام بما سيكون مصيرها حيال ما تصنع، ان كان ذلك سيقودها إلى الحبس الاحتياطي أو الحبس المؤبد أو النفي، أو أياً كانت العقوبة.. فالعاقبة للكويت، والمجد لها.