لم يعد لنا سبيل لنكون أقوياء سوى سبيل الوحدة، نرى انحدارنا وضعف قوتنا بأم أعيننا ولا نحرك ساكناً، خوف يطغى على كل فرد خليجي، ينبع من داخله حبّ التعاون الخليجي والحرص على المصير المشترك سواء في المنشط أو في المكره. بعض الحاقدين على الدول الخليجية يخططون لانتهاز الفرصة وأخذنا قطعة قطعة على فترات زمنية ولو كانت طويلة، هم لن يهدؤوا إلا وقد شفوا غليلهم بأن يروا المنظومة الخليجية مفتتة إرباً إرباً، وبذلك يكون الحل الأوحد بالكونفدرالية الخليجية التي ستعيد المنظومة الخليجية إلى حالة الاتزان بعدما انحرفت عن طريقها المفروض والمرسوم لها.
الكونفدرالية هي عبارة عن اتفاق بين دولتين أو أكثر لتكوين اتحاد فيما بينها مع احتفاظ كل دولة بكيانها وشخصيتها واستقلالها وسيادتها، وتمارس اختصاصها الدولي، ويتم بموجب هذا الاتحاد تكوين مجلس مركزي يقوم بالتنسيق بين الدول الأعضاء لتوثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
من هنا يكون وضع الكونفدرالية خليجياً بقاء الأسر الحاكمة وهي تدير دفة قيادة أقطارها الستة، وبذلك يمكن القول بأن هذه الكونفدرالية السبيل الأفضل سياسياً للابتعاد عن أي شكل من أشكال ما سمّي بالربيع العربي، والذي أثبت فشله حتى الآن.
من ميزات الكونفدرالية الخليجية تفرّد كل دستور من دساتير الدول الخليجية الست وعدم المساس بها، مع الاشتراك في رسم السياسات الخارجية والجيش والدفاع والاقتصاد.
ربما نستطيع القول إن الكونفدرالية حلم لكل خليجي يطمح لبناء مجد حديث واسم ترفرف راياته في أرجاء المعمورة، فهل ستصبح واقعاً قيد التنفيذ أم ستبقى حلماً يخفق له القلب في أرجاء المنظومة الخليجية؟
الكاتب:فيصل أحمد الأذينة
أضف تعليق