كتاب سبر

ديموقراطية الليشلوجيا !!

حالياً من أراد التأكّد من أصله وفصله، فكل ما عليه هو التوجّه إلى أقرب مختبر “دي أن أيه” والقيام بفحص بسيط يقوم به الأطباء بتمرير عود يشبه أعواد الأذن صعودًا ونزولًا من على سطح خده الداخلي، وبعد أيام قليلة يمنحه تقريرًا يفصّل له تاريخ عرقه من الألف إلى الياء، سبحان الله وضع سرّه فى أضعف خلقه فجعل من عود صغير مثبتًا لجذور شجرة نسب كاملة أو سببًا فى قطعها.
وجعل من مجرّد جزء “دي أن إيه” لا يكاد يرى بالعين المجرّدة طوله 25 انغستروم، (جزء من عشرة مليار من المتر) لاغيًا لتاريخ “هياط ” كامل.
الديموقراطية كما البشر لها أصل وفصل فهي بنت “الرأى” و”الرأى الآخر” وخالها هو “الحوار” وعمّها “المنطق” وفصيلة دمها “ألف باء” دستورية، ومن أراد معرفة النسب الديموقراطى لأحد، ما فكل ما عليه هو تعويد أذنه على البحث صعودًا ونزولًا، من وإلى الأجزاء البسيطة من حواراته، وسيكتشف بعدها حتمًا إن كانت ديموقراطيتة مردده أو أن ديموقراطيته هى مجرّد رداده تقف ككورال خلف أوركسترا سمفونية “الجدال البيزنطى “.
بعض من شباب الحراك أراد وكمبادرة شخصية منه تكريم ثلاثة من المحامين (الحميدى السبيعى – د.خالد الكفيفة – عبد الله الأحمد )، وقام بحجز الصالة ودفع تكاليف الدعوة من جيبه الخاص، ولم يكتب الدعوات باسم تيار سياسي معيّن ولم يسحب من رصيد الأجيال الحاضرة أو القادمة، ولم يطلب من أحد مليونيرات الحراك تبني المبادرة ماديًا أو معنويًا، ورغم هذا فتحت عليه أبواب جهنّم وخرجت عليه  شياطين “ليش” من قمقمها ..ليش ما شملت الدعوة كل المحامين؟! ليش تم اختيار هؤلاء بالذات دون غيرهم؟! ليش ما نسقتوا مع الحراك لجعل الدعوة أشمل وأجدى للأهداف الحراك؟
يواش..يواش يا معشر “الليش ” ومن أراد منكم أن “يتدمقرط” ويلولش بالرأى والرأى الآخر، فليبادر ويشد حيله وليدفع من جيبه وليدعو من يشاء من المحامين وأقربائهم ومن الدرجة الأولى إلى العاشرة، ووكلائهم وسكرتارياتهم وحتى البوابين الذين يحرسون مكاتبهم، وليقيم دعوته فى برج العرب أو في  برج إيفل.. حتى! فهؤلاء الفتية الداعين على باب الله ولم يسلمهم أحد أبواب الميزانية ليصرفوا منها كما يشاؤون، وهم أحرار بدعوة من يشاؤون ما داموا لم يدّعوا بأنهم يتحدثون باسم أحد بل بصفتهم الشخصية.
ديموقراطية “الليشلوجيا” هذه لا تناسب ديموقراطية نرجوها ولا هي من مواصيلها بل هى قصة “بيزنطية ” أخرى، تجسدها حرب جدال كل معاركها  ليش ما ليش، الاختلاف الوحيد هنا هو أن البيزنطيين كانوا يتناقشون حول كم ملاك يقف على رأس الدبوس، ونحن هنا نتناقش حول كم “ليش” تنطرنا عند “راس العاير”، فى آخر شارع الأسئلة لتخوض معنا “هوشة ” لا ناقة للمنطق فيها ولا جمل ولا حتى…حوار.!!
فالح بن حجري
 @bin_7egri