كتاب سبر

(أبوخوذه) ..هو اختياري!!

على مدى ثلاث سنوات جمعتني حملة حج واحدة مع الأخ العزيز “فرز الديحاني” عضو المجلس البلدي، فعرفت عن قرب رجلاً مهذباً لطيفاً، مُحبّاً للناس، ملتزماً بمبادئه.
ومازلت أذكر سهرات في “مزدلفة” لها طعم العذوبة وراحة البال كأنما هي أجمل أيام العمر، راوحنا فيها بين ذكر وعبادة، وأحاديث حياة، وقفشات لطيفة.
ويحدث في استراحات المناسك العظيمة وسهراتها العذبة أن نخوض مع “أبي محمد”  في تفاصيل عمله في البلدي، فكان بكل لطف وخبرة يشرح ويفصل ويناقش، ومن أحاديث السنوات الثلاث مع الأخ فرز مضافا إليها معلومات سابقة ثم معلومات كثيرة لاحقة عرفت كم هو مفصلي ومهم ومحوري عمل عضو المجلس البلدي.. غفل عن أهميته كثير من الناس.
وقبل سنوات أخبرني أخي الكريم “عبدالكريم الجباري” أنه سيخوض انتخابات البلدي، لكنه أجّل الفكرة غير مرة، حتى حان الوقت، فهو اليوم من المرشحين لهذه الدورة.
وكم سعدت به وخفت عليه وهو يدخل دوامة العمل الشعبي، وهو الرجل الهادئ الصريح الذي لايحب المجاملة، ويسعى إلى الحق الواضح.
جمعتي بأبي زيد أيام جميلة منذ كان في بدايات طموحه الشعري يأتي إليّ يسمعني أبيات غالبا تنتصر للأعراف والأخلاق، أو تنتصر للفقراء، أو تتحدث عن هوايته المحببه “القنص”.
وكان أن حمّسته لدخول مسابقة شاعر المليون الأولى التي شارك فيها مشاركة مشرفة، وبقي هو الصوت الكويتي الوحيد، وقد ألقى في ذلك المحفل قصيدة رائعة في مدح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، فلقيت القصيدة التشجيع والثناء من الجميع، وصعد نجم “عبدالكريم” ولمع اسمه، لكنه عندما عاد إلى الكويت وجد ورقه تنتظره في مقر عمله، هي ورقة استدعاء لأنه شارك في البرنامج بدون اذن مسبق من مقر عمله، وتحوّل الاستدعاء إلى مساءلة ثم عقاب وإنذار، حتى انتهت الصدمة بخروجه من العمل مغبونا حزينا، وأحزننا جميعا تلك المكافأة التي حصل عليها من مقر عمله بعد مشاركة مشرّفة مثل فيها بلده خير تمثيل..!
وفي أجواء مجاملات المليون وبريق الشهرة والمال وبعض الاستغلال الشعري للمواقف للحصول علي مزايا مادية ومعنوية، كان عبدالكريم دوما نعم الرجل الذي لايغير مبادئه.. احتفظ بأخلاقه، ومع اخلاصه للشعر واستمراره في نظمه، كان دوما مطّلعاً متابعاً للقضايا المحلية، متطلعا إلى المشاركة في بناء وطنه الذي يحب.
وهاهو يفعل بدخوله مضمار انتخابات البلدي، إنني لاأزكيه على الله، فالله يزكّي من يشاء،  بل أحسبه رجلا أمينا صادقا والله حسيبه، ولا أنتقص من قدر أخوة كرام يخوضون معه المنافسه، لكنني عرفته عن قرب ومن هذه المعرفه أحببت الحديث كريم أخلاقه حتى أنني كلما قابلته قلت له :- 
 مرحباً: يا هلا يـ” بوخوذه”، استدعاءً للقب سميّه “عبدالكريم الجربا”
فيردّ عليّ باسماً “ماعاد به أبو “خوذه”.. حنا في زمن أبو “هاته”!!
أخيراً أتمنى من كل قلبي أن يقف معه الناخبون الذين رفعوا شعار، “الجباري هو اختياري”، وأدعو الله أن يوفقه إلى تمثيل مواطنيه خير تمثيل ويحفظه من كل فتنة، وأن يوفق معه كل جدير من زملائه الكرام.