كتاب سبر

حمد البديح.. رحل الجسد و بقى فعله الطيّب

يقول الله تعالى في مجمل كتابه الحكيم.. بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم.. الموت حق وكل من على هذه الدنيا سيرحل يومًا ما.
لقد غيّب الموت رجلاً ليس كغيره من الرجال رجلٌ عصامي مكافح في حياته وهو العم حمد البديح السهلي الذي ولد عام 1938 لعائلة البديح الكريمة من قبيلة السهول، والتحق بالكلية العسكرية الكويتية عام 1961 في آوئل تكوين القوة الدفاعية الكويتية، وكان كما روى عنه زملائه محبًا لعمله ومخلصًا لوطنه ملتزمًا.
كان العم حمد البديح رحمه الله من أول ساكني منطقة الفنطاس العريقة، والتي تعرف من أوائل مناطق الكويت، عرف عنه أنه كان على تواصل مع جميع سكان الفنطاس من حضر وبدو و سنة وشيعة.. عرفه أهالي الفنطاس بالديوان العامر والمفتوح لهم ولغيرهم دائمًا، عرف عنه نبل أخلاقه وكرم تقواه، كان حلقة وصل بين الكثير من أبناء منطقته، كان يعمل على حلّ الخلافات بينهم و تقريب وجهات النظر، و لم يكن يومًا متحيزًا لأحد دون الآخر، بل كان أبًا للصغير وأخًا للكبير، كان حريصًا على التواجد بجانب أبناء منطقته الفنطاس في أفراحهم وأحزانهم، كان محبًا لهم خدومًا لما يحتاجون، لا يكل ولا يمل في خدمتهم وراحتهم، أحب أبناء منطقته وأحبوه، كان ديوانه جامع لهم وملجأ لهم إذا ضاقت بهم الأمور، كان يفرح لفرحهم و يحزن لحزنهم.
كما كان للعم حمد البديح أيادي بيضاء في عمل الخير، حيث قام بالمشاركة في بناء مساجد وآبار مياه داخل الكويت وخارجها، كان يخاف الله في كل أعماله كما كان يحرص على تعاليم ديننا الحنيف.
قال عنه رواد المسجد المجاور لمنزله، إذا فقدناه في المسجد، علمنا إنه إما مسافر أو مريض، لأنه مواظباً على الصلاة في المسجد، وكلما فقدنا أتينا للسؤال عنه، لأنه كما قالوا شمعة المسجد والمنطقة.. رحم الله حمد البديح رحمة واسعه.
كما كانت له مساهمات في المنطقة في جميع الأنشطة، حيث كان له دورة رمضانية لكرة القدم، وقام بإنشاء ملعب لكرة القدم لإيمانه بأن الشباب هم مستقبل الوطن، وتوفير ما يريدون واجب على كل فرد وقام باقتراحات كثيرة منها ماتم تنفيذه لصالح المنطقة وأبنائها.
رحل حمد البديح وبقى صدى أعماله في أذهان أبناء منطقته إلى هذا اليوم، ما زالت الفنطاس حزينة على فقده وكما شاهدت بعيني في عزائه أغلب أبناء الكويت وكل أبناء الفنطاس متواجدين، يشوح وجوههم الحزن على فقد هذا الرجل الكبير الكريم.. نسأل الله أن يغفر له و يرحمه و يجزاه كل الخير بما قدم.