كتاب سبر

عيدى أمين …وسعيد فالح بن حجري

 “عيدى أمين ” بأى حال عدت يا “عيدى ” !! و”عيدى أمين ” هذا, كان رئيسا سابقاً لأوغندا , وقد تحدى مرة خصمه “نيريري ” رئيس تنزانيا  فى حلبة الملاكمة, لتسوية خلافاتهما الحدودية !! هكذا ! ,بلا قانون دولي ,ولا مباحثات ثنائية ,لا مفاوضات ولا بطيخ !  . بل “بوكس ” منك ,و”بوكس ” مني , وتتفرق ” البوكسات  ” ,على خدي وخدك وخدود العالمين ! , والغالب “يكوش” على الحدود ! مات “عيدى أمين ” , وانتقل إلى جوار به مطرودا منفياً فى جدة ,ولكن “منطقه ” اليوم منقول ويمكنكم مشاهدته على حلبة  قاهرة المعز مع أنها تاريخياً أكبر منه بكثير وإن كان هو “أجن ” منها!.
حلبة ملاكمة الديموقراطية المصرية تدعوكم “هاليومين ” لمشاهدة لقاء “عيدوي ” غير أمين ,على أحلام ثورة الغلابة . يدور بين “رئيس منتخب ” و”شعب مُنتحب ” , و”البوكسات ” فيه تحت الحزام ومضارب السرة “ما لها والي” , ولا تفسد فيه “للفلول ” قضية , فهم خرجوا مدحورين من بوابة “مبارك ” وعادوا منصوريين من بوابة ” عيدى “, وكل عام و”من أنتم” بخير ولا عزاء للديموقراطية بنت الاغريق ورضيعة  “عمانا العربى”  الذى يغرق نظره القصير فى شبر بصيرة!.
ولان المباراة منقولة على “ذمة ” الهواء الإعلامى مباشرة , فخذ لك ساتر !  فلا أحد يضمن “الطرائف “الشرق اوسطية , فقد تلفحك سموم ريح عين عذاري خليجية تسقي بعيد الديموقراطيات و”تخلى قريبها” !,أو يقتلعك “اعتصار” عين ايرانية ما تنكسر ابيات شعورها عند نظمها لمصالح تصدير الثورة بينما تكون ذات الابيات الشعورية مكسورة وتبرد على قلب الطواغيت فى سوريا!.. وطمنونا بس على أوباما عسى أمور “قلقه ” بخير! وعلى العموم أنصحكم بلبس “الكمام ” وتعديل اللثام لأن رائحة المصالح فايحة  و”مش ولا بد ” , وحذارِ !  فتح عينك  يا عربى منك لوه لا تاكل “مقلب ” ,أعانك الله إن هضمته على أعراضه الجانبية  فقد تتخيل  بعدها أن حقيقة  الدنيا لسه “بخبر ” عاجل,  قد يفوت ميعاد المصداقية ليقنعك بأنك تستطيع خداع إبليس وتعشمه بالجنة , فيتنهد على صدرك مغالبا دموعه واعداً إياك بأن يرجع “لفاوست “*روحه  ثم يسلم نفسه لأقرب “مسجد ”  ! . أو قد تظن ,انه بعد كلمتين ورد غطاهم منك قد يتوب الذئب عن غلطته فى حق الغنم ,فيقرر تبنى ” الطليان ” ليعلمها علوم “الذيابة ” ,حتى تكبر ويراها تهرول أمامه بدون عبث  .. هى أحلام العصافير يا سيدى تنتحل شخصيتها أجسام البغال , فلا تضيع وقتك سدى , ولا تنسى ” أنفك ” من صالح “كمامك ” !!
سيداتى ,آنساتى , سادتى لا تحاولوا فقد طلع موضوع الديموقراطية من يد المنطق العربى وراح يتأخر ليسهر برا فى بلاد الغرب ! …وهكذا هي  “ورقة توت ” الثورات تخيطها أبرة احلام “الاطفال ” لترتديها أمانى ” المتطفلين “!! .وهكذا هى أحلام الثورات دائما كما شاهدها دول من سره نقائها سائته انفاق , افلام رعب ورغبة , أبطالها ينشدون لغة أهداب الاطفال وتنزل الترجمة في اسفل سافلين بلهجة أهداف كومبارس المتطفلين  .ويفسر كهنة السياسة احلام الشعوب كما تفسر دموع التماسيح  أبتسامات انيابها !! ويصير تفسير حلم  “لقمة العيش ”  بانها لقمة “عصية ” تكفى “مية ” متنفذ وتُكفن  “مليون” فقير  !! ويكون تقسير حلم “صناديق الانتخابات ” ,اضغاث احلام ,لا بد ان يتف الشعب من بعدها على اصوات يساره ويمينه ثم يطالب الجيش بالتدخل لحراسة حدود الديموقراطية  ووقف تسلل الحرية ,والعدالة ,والمساواة !!
افرح يا “عيدى ” وأسعد في لحدك , فقد تحقق حلمك أخيراً ,وصارت ” “مصر الولادة ” غرفة ولادة كبرى يضحى فيها بالأم ,والجنين ,والطبيب ,والمهندس ,والكاتب , وبتاع الفول والطعمية ….ليعيش “الحانوتى ” !!
* فاوست : بطل ملحمة يوهان غوته الذى باع روحه للشيطان .