كتاب سبر

وجه الفقر يستحي من الغناة

قبل خروج المصريين على مبارك والمطالبة برحيله بيوم واحد.. يوم واحد فقط، لم يكن بمقدور أي منهم  – أي الـ80 مليون نسمة – أن ينتقد أو يعلّق أو حتى يتذمّر من مظاهر الفساد والاضطهاد والظلم والإجحاف الذي يعانيه الشعب المصري على كافة الأصعدة، قبل يوم واحد كان قانون الطوارئ الذي يمكّن كل منتسب  بالجهاز الأمني من اعتقال أي شخص والزج به في السجن ساري المفعول والسريان، قبل يوم واحد كان كل منافسي الفرعون المجرم وحزبه المفلول في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قابعين في سجون القهر والجور والإذلال، قبل يوم واحد كان نجل الفرعون الرجل الثاني في الدولة والمتصرّف في تسيير شؤونها، قبل يوم واحد كانت المؤسسة العسكرية تقف موقف المتفرّج المحايد رغم سقوط الشرعية بأغلبية شعبية فاقت كل التوقعات، قبل يوم واحد كان الإعلام الرسمي الخليجي متعاطفًا كل العطف تجاه المؤسسة الرئاسية ومستميتاً على بقائها، قبل يوم واحد كان على جميع المصريين السير بحانب الجدار خوفًا وهلعًا من صور الفرعون المعلقة في كل مكان بمصر.. فهل رأى أحدنا أي من تلك المظاهر قبل الخروج على الرئيس مرسي بيوم واحد أو حتى قبل الخروج عليه بعام واحد؟
همسة:-
قبل يوم واحد كانت الزوجه (سوزان) والحرامي (عز) يتدخلان في القرارات والسياسة العامة للجمهورية يا من تتهمون بديع والشاطر بهذا الأمر، وقد صمتت القوات المسلحة الباسلة ومشيخة الأزهر والكنيسة والبرادعي وعمرو موسى والغرب ودول الخليج عن ذلك التدخل لفترة ربع قرن من الزمان؟
*********
تم الانقلاب على الملك فاروق من قبل القوات المسلحة بالتحالف مع القوى الإسلامية والكوادر الإخوانية، تم عزل وتنحية الرئيس محمود نجيب بعد فترة وجيزة جداً من حكمه، مات الرئيس عبدالناصر في ظروف غامضة، تم اغتيال الرئيس السادات بذات المنصه التي يقف عليها مبارك، التخلي عن الرئيس مبارك رغم الولاء المطلق له وتأييد سياسته طيلة 30 عاماً، الانقلاب على شرعية الرئيس مرسي التي جاءت عبر الصناديق، حوادث وأحداث تدور في فلك وفاء وإخلاص وإنجازات الجيش المصري !
بقلم.. فيصل عمر الهاجري