كتاب سبر

سلف الدين ودولة السلف

العمير سلف والعميري سلف، سالم الطويل سلف وحجاج العجمي سلف، حزب الأمة سلف والجامية سلف، طالبان سلف وهيئة كبار العلماء سلف، الأزاهره سلف والوهابيون سلف، والقائمة أطوّل من ذلك بكثير.
عاجلاً أم آجلاً ستشهد المنطقة صدامات كل الخوف من أن تكون دامية بين التيارات الإسلامية بإسم السلف والسير على منهاجه، بُغية السيطرة على أكبر مساحة ممكنة في ذهن الرأي العام، وكسب تعاطف البسطاء والعوام فيه سعيًا للوصول إلى السلطة، مما سيؤدي بالضرورة إلى انزواء صوت العقل وغياب الحكمة لمدة ليست بالقصيرة.. يُكفّر خلالها هؤلاء بهؤلاء، وأولئك بأولئك بمجازر آيديولوجية جماعية في سبيل فرض كل منهم لرؤيته في إدارة شؤون الأمة دينيًا ودنيويًا.
والخوف كل الخوف من أن يستشري وباء الإلحاد كالنار في الهشيم، لأن الجيل الحالي وما سيعقبه بدأ بفقد الثقة في غالبية رجال الدين الذين لم يتمكنوا من تجديد فكرهم مع ما يتناسب ومتطلبات هذا الزمن، وما زالوا يعيشون زمن التابعين، الزمن الذي رغم نقائه لا يتناسب مع متطلبات زماننا، ولو خرج أحد التابعين رضى الله عنهم اليوم، لما أخذ بكثير من آرائه في زمانه.
كما سيفقد الناس ثقتهم بالدين لأن كثيرًا من رجاله كذلك صاروا رجال سياسة، يدّعون تطبيق شرع الله للوصول إلى الدولة الإسلامية، ولا أدري ما المقصود بمصطلح الدولة الإسلامية؟ فعندما برزت الحضارة الإسلامية (العباسية زمن الرشيد والأموية في الأندلس) كانت الدولة مدنية، ولا أعني بمدنية أي علمانية، ولكنها لم تستغل الدين لفرض سيطرتها على المجتمعات، بل وظّفت إمكانياتها المعرفية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لكسب ولاء الناس، أمّا فكرة الدولة الإسلامية فإنها فكرة إنسانية بحتة، وليست تشريعًا نزل من السماء كما يدعي أولئك وهؤلاء.
همسة:- 
يتطلّب من الجماعات السلفية ألا تعلّق فشل دُعاتُها ومُفكِريها ومُنظِريها في التأثير على المجتمعات الإسلامية على نجاح جماعة الإخوان المسلمين بذلك.