كتاب سبر

لن يفرقنا مرسوم

احترام الرأي و الرأي الآخر من أساسيات الديموقراطية في الحياة، لكل إنسان الحرية في إبداء رأيه في قضية معينة دون التعدي على حريات الآخرين و من حق الناس أيضاً مخالفة هذا الرأي إذا لم يكونوا مقتنعين فيه ولكن بحدود الأدب و الاحترام.
اليوم الكويت تمر بأزمةاجتماعية أكثر منها سياسية بسبب مرسوم قانون الانتخاب، ولم يعد الخلاف على هذا القانون بين تيارات أو قوى أو أحزاب سياسية بل أصبح الخلاف بين الأسر و القبائل و الطوائف كبيراً و مخيفاً، سبب وسيسبب المزيد من الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد. 
 اليوم أكتب هذا المقال وأنا والله العظيم حزين لما أرى من تفرقة و خروج عن المألوف بين أبناء المجتمع الكويتي، فالابن يقف ضد أبيه و الأخ ضد أخيه و الصديق ضد صديقه و الجار ضد جاره بسبب اختلافهم على هذا القانون، امر محزن.. أمر مخيف أن تفرق السياسة بين الأحبة وأن تكون السيف القاطع للعلاقات الاجتماعية.
نصيحة من القلب لكل أبناء وطني.. المؤامرة علينا كبيرة جداً وهي في تفريقنا لكي يسود الفساد، إن كل مؤامرتهم السابقة فشلت و منها الطائفية و القبلية و الطبقية و المناطقية و اليوم دخلوا الى البيوت و فرقوا أهلها، فأرجوكم لا تنخدعوا بهذة الكذبة الكبيرة وحافظوا على نسيجكم الاجتماعي، اليوم نحن مقبلون على انتخابات وهناك من يريد أن يشارك و هناك من يريد أن يقاطع أفقول لمن يريد المشاركة من حقك أن تشارك و تختار الأصلح بحسب قناعاتك لكن ليس من حقك أن تقذف كل من يخالفك الرأي، المشاركة و أقول لمن يريد أن يقاطع من حقك أن تتخذ هذا القرار الذي ترى فيه الصواب و لكن ليس من حقك أن تخون من يشارك وأقول لهم جميعاً مشاركين و مقاطعين: لا تجعلوا السياسة تفتك و تهدم النسيج الاجتماعي، تذكروا ان لكم إخواناً وأصدقاء وجيران وأحباباً يخالفونك الرأي ومخالفتهم لا تعني كرههم، لكم تمسكوا بـ علاقاتكم و رسخوا مبدأ التسامح بينكم و انبذوا هذه الخلافات البسيطة بينكم و تذكروا أن قوتكم في محبتكم لبعضكم البعض وأن قوة وطنكم في وحدتكم أريدكم أن تقولوها مدوية: لن يفرقنا مرسوم .
خارج السرب
تعلموا من أسيادهم الإنجليز مقولتهم الشهيرة: فرّق تسد.