في الكويت “بلاد العجائب” لا تنتهي العجائب فلا تكاد الناس تنتهي من التعجب من أمر ما حتى استجد أمرًا آخرًا استدعى عجبهم من جديد.
آخر العجائب التي ظهرت لدينا في الكويت فكرة “مبدأ اللا مبدأ”، وهو فكر يطبقه بعض ممن ينتسب لليبرالية ولم يقرأ عنها كما ينبغي، وإنما قرأ ما يظن بأنه يساعده على مناكفة السواد الأعظم ممن لهم ميولات دينية -طلبًا للشهرة طبعًا-، والدليل على ذلك أن تعاطيهم مع الأحداث الأخيرة كان متناقضًا مع فكرة الليبرالية والديمقراطية التي تدور فكرتها في فلك تعزيز حرية الفرد -أيًا كانت هذه الحرية سواء سلبية أو ايجابية وليست حرية موزونه بميزان الشرع- واتخاذ إرادة الأغلبية معيارًا لإدارة البلاد مع حفظ حقوق الأقلية، وكل هذا يدور في فلك تحقيق مصلحة المواطن والوطن.
وسبب تناقض هؤلاء أنهم ظنّوا أن الثبات على المبدأ هو الدفع باتجاه معيّن على طول الخط، دون مراعاة اختلاف الظروف والأشخاص، فيظنون بأن المبدأ الذي يجبرهم على احترام رغبة الجماهير بالتظاهر في بلد ما لتحسين مستوى المعيشة، يحتّم عليهم احترام رغبة “الطابور الخامس” في بلد ما بالتظاهر ضد أمن واستقلال بلادهم، كما حصل منهم في تأييدهم لمظاهرات البحرين متجاوزين كل القرائن الصارخة التي أكدت عمالة هؤلاء المتظاهرين واتباعهم لأجندات ايرانية، بينما المبدأ الحقيقي يحتّم عليهم احترام رغبة الجماهير التي- تحترم أمن واستقرار بلادها -وليس احترام رغبة كل من يتظاهر، ولكنهم ظنّوا بأن الثبات على المبدأ أن تكون بلا مبدأ!
ملاحظة: ذكرت سابقًا بأني استحرم المظاهرات على الإطلاق، ولكني مثّلت بها لأنها من أبرز الدلائل التي تؤكد بأن القوم”مايدرون شالطبخه”.
بقلم.. عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y
أضف تعليق