كتاب سبر

سمو الرئيس.. ارحمنا

لا يقبل أحد على نفسه أن يُهان أمام الملأ، ولا يجرؤ أحدٌ على القول بأنه يستلذُّ بسيل الانتقادات اللاذعة التي تأتيه، لذا فإنني أفسر صمتك تجاه من يفْجُرون معك بالخصومة ويشتمونك بأنه سمو أخلاق منك وترفّع عن الصغائر، وسعة صدر لا مثيل لها. لكن ذلك لا يعني بالضرورة بأن “كل” ما يُثار حولك وحول حكومتكم من شبهات تنفيع وهدر للمال العام هي إشاعات مغرضة. فنحن نملك بعضاً من الحقائق لكننا لسنا في موضع يخولنا المحاسبة وتفعيل آليات إصلاح المسار. أنت من عليه تحمُّل هذه المسؤولية .. لأنك رئيس مجلس الوزراء. فلقد تم تكليفكم مراراً برئاسة الحكومة، فكم حققت من وعود؟ وعلى من طبقت القانون بجدية وحزم؟ ماذا فعلت لعلاج الوضع الاقتصادي ؟ أين حلولك لمشاكل الصحة والإسكان والبطالة ؟ يا سمو  الرئيس، كل من كان حولك بالحكومات السابقة التي شكّلتها تغيّر إلا أنت.. فأنت كنت ومازلت رئيساً للحكومة.. فمن المُلام على ما يجري؟.
 سمو الرئيس، نحن لم نعد نبالي باعترافكم الموسمي بالتقصير الحكومي عبر وسائل الإعلام. لقد انتهت مرحلة “امتنانا لاعترافكم بالخطأ”، ولم يعد لهذا المخدر الموضعي أي تأثير. ببساطة، نريد حكومة تتابع وتسائل كل من”يعوق” تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء، نريد تقييم أداء أصحاب المناصب، ثم إقالة من يثبت عدم صلاحيته، أو سوء استغلاله لمنصبه. نريد الإسراع بتفعيل المحاسبة إن كانت على الغير، أو تقديم الاستقالة إن كنتم مقتنعين بتقصيركم الشخصي. نريد ونريد ونعيد ونزيد، ولكن ما نفع الكلام؟!
سمو الرئيس، من السهل أن نقول سوف نعمل، لكن “الوقت” عندما يمضي من دون نتائج، فإنه يخدش المصداقية، وحينها لا تنفع الوعود. سمو الرئيس لقد سمعنا كلامكم لسنوات، ألم يحن الوقت لتستمع لكلام الناس؟ .
والله الحافظ والمستعان
(( تنشر بالتزامن مع الشرق القطرية ))