كتاب سبر

إلى محمد الوشيحي .. بدون تحية

قدّمني ككاتب قبل عامين وأعطاني الفرصة على طبق من ذهب، دعمني إعلاميًا ونشر مقالاتي ونصحني بالاستمرار وشجّعني بالتقدّم للأمام ومن طبع الكرام حفظ الامتنان لكل يد تُمد لهم ليحصدوا النجاح فشكرًا أبا سلمان على كل ما قدمته لي من دعم والتحية لأمثالك قليلة في حق جنابك، ففضّلت عدم توجيهها لك لأن الشكر أسمى وأعمق اثرًا وقيمة.. فشكرًا.
الفقرة السابقة لا تعني التبعية والخضوع خلف “الوشيحي” بكل أفكاره وتوجهاته بل هي الحقيقة التي أقولها في كل وقت، وحين فأنا لا انكر فضل من يقف إلى جانبي لأصل لما انا فيه وان كان ما حققته شيء متواضع وكلامي أيضًا لا يعني أني ضده في كل ما يطرح لأنه لا اتفاق مطلق ولا اختلاف دائم بل كل فكرة قابلة للنقاش والأخذ والرد.
على سبيل المثال.. أنا اتفق مع الوشيحي في نقده لاستاد جابر واختلفت معه في نقده “للصيفي”، فالاختلاف والاتفاق حسب الفكرة المطروحة وليس الانقياد الدائم خلف من يطرحها، ثم إني لا أفهم اعتباري أنا وبوعسم خط الدفاع الأول عن الوشيحي، مع إن لكلٍ منّا خطه وهذا لا يزعجنا فدائمًا ما أحاول أن اوصل فكرة أن لكل انسان الحق في إبداء رأيه وهو مسؤول عن أقواله، ولك أن تختلف معه، لكن ليس من حقك ان تُقصيه وتقمع أفكاره فهذه حيلة العاجز وأمّا قليل الحيلة فهو ذاك الذي يخوض حروبًا بالوكالة عن غيره، فتجده يشتم هذا ويُسيء لذاك لمجرد التعرض لرمزه الذي يقدسه حتى بات بلا عقل وبلا قيمة وهذا مالا استطيع فعله ولا إرضاه لنفسي.
محمد الوشيحي اسم إعلامي كبير اتفقنا معه أم اختلفنا فخصومه هم أول من يحرص على متابعته وكره البعض له يجعلهم يحرقون حسناته ويُبحرون للبحث في زلّاته فيرفضون الحقيقة منه ولو قال الشهادة.. لقالوا: الوشيحي قال “لا إله” مكتفين بأولها فقط وهذا لمرضٍ في قلوبهم فمقارعة أفكار الآخرين تكون بالحجة والدليل وليس بالشتم والإساءة وشخصيًا لا ارضى ازدراء الناس والتقليل من شأنهم والتطاول عليهم فالإنتماء لإنسانيتك يحتم عليك احترام انسانية الاخرين وللأسف إلى الآن لم تصل الرسالة؟
محبتك للآخر لاتعني أنك تقدسه وشكرك لوقوفه بجانبك لاتعني أنك ساجد تحت أقدامه فحفظ الود لمايقدمه لك الناس من خصال الكرام وموارد الحكمة ودليل الوفاء فمابالنا غيرنا تلك المفاهيم وجعلناها سبيلًا “للتشبيح” واتهام الآخرين بما ليس فيهم؟
أسماء كثيرة أحبها وهذا لايعني أني اقدسها.. أحب محمد الرطيان لكنني لا اقدّس فاكهته وتواقيعه التي يقدمها في مقالاته وأحب تركي الدخيل رغم أني أول من ينتقد إضاءاته .. حتى “أبي” فالح حبي الكبير له لم يجعلني يومًا اقتنع أن “الشاص” أهم بكثير من “الفورد” رغم أن الأخير الى الآن بدون “مكيف” والله المستعان.
نعم انا اعترف ان “الوشيحي” هو من قدمني ككاتب واعطاني الفرصة واليوم انا اكتب بجريدة “الراي” وسعيد بخطواتي الصغيرة المتواضعة وفخور أن “سبر” هي من صنعت اسمي المغمور وكانت أولى محطاتي ولازلت احفظ لها الامتنان في ذلك ولم تكن محبتي للوشيحي سبيلًا للتبيعة والتقديس فأنا ارفض شتم الناس على مختلف افكارهم واتفاقي مع اباسلمان في آراء كثيرة لايعني أننا نتفق مطلقًا في كل شيء فلكل منا مورده وقناعاته والعقول مدارك فاتفق واختلف حسب الفكرة والموضوع والحقيقة التي لاتستطيع قولها تجاهلها .. لاتشوهها فهل فُهمت الرسالة؟
إضاءة:
الوشيحي أو غيره ان اردتم مقارعتهم فأتوا ببرهانكم إن كنتم صادقين
آخر السطر:
الله يستر يافهيد لايقولون ذالحين إنك “صِبي” عند “بودي”