كتاب سبر

حفلة كاليغولا العظمى!

 ” كاليغولا ” ,امبراطور روما المجنون, كان حفيداً من جهة والدته “بأنطونيو” القائد الرومانى الشهير ,كما كان أيضاً حفيداً من جهة والده “بأوكتافيوس” أو “أغوسطوس ” امبراطور روما الأول . كاليغولا هذا ,أمر يوماً فى صولة من صولات جنونه, نبلاء روما بإقامة الاحتفالات بذكرى معركة “اكتيوم” الشهيرة التى جرت امام سواحل الأسكندرية أيام الحرب الاهلية الرومانية ,وانتصر فيها “أوكتافيوس” على غريمه “انطونيو “,وقتله ليستفرد بعدها بعرش الرومان لسنوات عديدة .”المراد ما أطول عليكم السالفة ” الجنون الكاليغولى تجسد فى هذا الأمر ! بأصداره أمرين بعد أمر الحفلة الاول ,أولهما يقضى بمعاقبة من لم يلتزم بالقرار ولم يحتفل بذكرى المعركة كونه لم يحترم انتصار جده “أوكتافيوس” !! والأمر الاخر يشدد على معاقبة من التزم به وقام بالاحتفال كونه أستهزأ بهزيمة جده الأخر “انطونيو”  !! .
المهم عزيزى القارئ لا تستغرب و”أقضب مجنونك كاليغولا”  لا “يجيك اللى أجن منه ” ! ألا وهى القوى العظمى, التى أمرت الشعب السورى بالاحتفال بذكرى الحرية ,بعد مجزرة كيماوى الغوطة, بل وأنزلت بوارجها ,وحاملات طائرتها على “بست ” البحر المتوسط, لترقص هناك ,وتتعنج ,وتهز وسطها “التوما هوكى ” على “فرقاطة ونص “,منتشية يطربها وقع كفوف “طقاقات ” مجلس الامن ,و” ردادات ” القنوات الفضائية . وبعد الامر الاول وفجاة تحت تأثير مخدر الاقتراح الروسى الخاص بتفكيك الترسانة الكيميائية لنظام الأسد ,أصدرت القوى العظمى أمرين كأمرى كاليغولا تماماً  أولهما يقضى بمعاقبة مئة الف شهيد سورى لم يقوموا بالواجب ولم يحضروا حفلة كيماوى الغوطة ,مفضلين أن يقتلوا  “مع الاسف الشديد  ” بالرصاص الحى ,أوالقذائف المتساقطة ,أوتحت تنكيل الشبيحة .أوجوعاً المهم تعددت “الأو” والموت الغير كيماوى واحد .
والأمر الاخر يقضى بمعاقبة الف وأربعمائة شهيد من الغوطة احتفلوا  كما يجب ,وعلى أكمل وجه, بل وأرسلوا الدعوات كما تقتضى ” سلوم الميديا” لكل من “يعزى” عليهم فى النشرات من وسائل الاعلام ,دعوات كتب فيها: بمناسبة استضافتنا للسادة “السارين” و”الخردل” و”فى أكس ” فى ربوع أكبادنا ,يسرنا تشريفكم مع كاميراتكم وفلاشاتكم ,وبحضوركم يتم “الهرج والتصوير” !! هؤلاء المحتفلين  احتفلوا ,وضحكت عذارى أجفانهم واهتزت امام نكت السارين السمجة ودبكت أرجلهم ولوحت أيديهم فى الهواء مبعثرة ذرات التراب على وقع قرع طبول الخردل الهادرة  ,بل وأطفئوا شموع “تورتة الحياة” المصنعة خصيصا من أنقى وأرقى حلاوة روح قد توجد يوماً على هذه الأرض . ورغم هذا كله عوقبوا كما عوقب المئة الف شهيد من قبلهم !!
يا الله يا سيدى ومولاى أسعف قلبى ليقولا !!