آراؤهم

طائفي بالفطرة

لعلِّي هنا أذكر القصد الذي أعنيه بالعنوان لأتفادى الفهم الخاطئ الذي قد يدور في أذهان البعض ، الفِطرة هنُا لا أقصد بها الفطرة التى خلق الله الناس عليها وإنما أقصد الفطرة البيئية التي لها دور كبير في تكوين شخصية الفرد، فهناك بيئات مختلفة وبالتالي تختلف طبيعتها في زرع أيديولوجيات مختلفة تتفاوت في (الـ …….) من هذا الجانب أو من الجانب الآخر، والواضح أن كلَّ الجوانب سيئة في هذا الموضوع بالذات، تجد بأن هناك من تربى على الطائفية بشكل يجعله متشبعًا بها عقود عديدة من الزمن ، و بما أنه طوال حياته لم يغادر قريته الصغيرة، نستبعد أنه تعرّض لإيماءات فكرية عن العنصرية، ولكن من المعلوم بأن الإنسان العربي له صفات يتميّز بها.. ومنها الكرم والشجاعة، وقد تكون موروثًا أخذه عن أجداده، ومن المثل الدارج عند العامة [كل شيء بالجملة]، فقد أُخذ كلُّ ما عُرِف عند العرب من أهل الجاهلية، فلذلك تجده أخذ [القبلّية]، ثم بدأ ينمّيها ليصل لمصطلحات جديدة تختلف في الإسم وتتفق في المعنى، فأوجد [المناطقية، الطائفية، وهلَّمَ جرا]، ولذلك تجده يمتلك نفس طائفي عميق يجعل من نفسه ومن ينتمي إليهم أنهم من يستحقون الحياة فقط، والباقون زائدون عليها لا يستحقون ذكر أسمائهم، فما بالك بحق الأكل والشرب، ولذلك يستنصر بإبن العائلة في إيقاع الظلم على المظلوم وأكل حق هذا بغير وجه حق، بل يصل إلى أبعد من ذلك في الأمور الطائفية [الدينية]. 
“الحمدلله الذي لم يجعل أحكامنا بأيدي الناس” هذا التعليق كان من أحد الأصدقاء عن بعض الأحكام التي يرميها العامة ضد الطرف الآخر، جعلني أفكّر هل من المعقول أن يكون للإنسان على الآخر “المُسالِم” حكمًا بما لم يحكم بهِ الإسلام، وهل من يفعل ذلك يعدُ مسلمًا عاقلًا!
ولأنني أعلم بأن الإسلام منها براء، لذلك أطرح أسئلة عن سبب استمرارها إلى الجيل الحالي، وهل وجود العقل مرتبط بالطائفية، وعند البحث عن إجابة تجد أن هناك أسئلة كثيرة يطرحها أهل الفلسفة عن العقل.. ومنها: هل العقل يعد موجودًا منذ خلق الطفل أو أنه شيء مكتسب في مراحل نمو الطفل؟ وهل يكون العقل موجودًا عند القيام بأفعال إجرامية [مثل: الاقتتال الطائفي ] أو أنه يكون في جمع بين العقل واللاعقل؟ أو أنه لا يوجد العقل في هذه اللحظة؟ 
كل هذه الأسئلة لم أضعها هنا لتسأل أهل الفلسفة عن ذلك، بل لتسأل نفسك هل الطائفية موجودة في الفطرة الطبيعية للإنسان السوي.
بقلم.. عبدالرحمن الألمعي 
@al_almay