كتاب سبر

كيف يحاكم الإخوان؟

كان من المفترض أن يتعلّم المجتمع من محاكمات رموز نظام مبارك.
فهل ينفى أحد أن مبارك كان حاكما مستبدا.. وحاكما فاسدا؟!
وهل ينفى أحد أن جمال مبارك كان فاسدا ومستغلا للنفوذ؟!
وهل ينفى أحد أن زكريا عزمى كان فاسدا ومستغلا لمنصبه كرئيس لديوان رئيس الجمهورية؟!
وهل ينفى أحد أن صفوت الشريف كان فاسدا ومستغلا منصبه ونفوذه فى نظام مبارك؟!
بل هناك الكثيرون من المسؤولين فى عصر مبارك ممن تاجروا بالشعب وتربّحوا وكانوا فاسدين.
ناهيك بالفساد السياسى الذى مارسه مبارك خلال ثلاثين عاما.. ورموز نظامه وقيادات حزبه الوطنى الفاسد. ومع هذا تتم تبرئة رموز مبارك عند محاكمتهم.
فلم يقدموا إلى المحاكمات عن الفساد الذى مارسوه عبر سنوات حكمهم.
وإنما تم تقديمهم فى قضايا تافهة يستطيع أى محامٍ تبرئتهم منها.. وهو ما حدث.. ويحدث الآن.. حتى بات مبارك نفسه قريبا من البراءة فى قتل المتظاهرين فى 25 يناير 2011.
وها هو الأمر يكاد أن يتكرر فى محاكمات الإخوان ومندوبهم فى قصر الرئاسة محمد مرسى.
فلم يتم تشكيل محكمة خاصة وقانونية لمحاكمة مبارك ونظامه على الفساد السياسى.. خصوصا أن ثورة قامت ضده.. وهذا سبب «عظيم» لإنشاء محكمة خاصة -ليست استثنائية- لمحاكمته.
ولعل السلطة الآن قد استفادت مما جرى لمحاكمة قيادات وأعضاء الإخوان.
فهناك الكثير من قيادات الإخوان المقبوض عليهم والمتهمين فى قضايا كثيرة.
وهناك تنظيم مارس العنف والتحريض على القتل.. والإرهاب.
وهناك رئيس تم عزله بعد خروج الملايين ضده.. وضد فساده واستبداده وفشله فى إدارة البلاد.
وهناك قيادات تم اتهامها بقتل المتظاهرين، وعلى رأسها محمد مرسى.
وهناك أعضاء مكتب إرشاد الجماعة وقياداته متهمون فى قضايا.
وهناك أعضاء مجلس شورى الإخوان متهمون فى قضايا.
وهناك رؤساء المكاتب الإدارية فى المحافظات وأعضاؤها متهمون فى قضايا عنف وقتل.
وهناك محافظون إخوان متهمون.
وهناك وزراء إخوان متهمون.
فضلا عن أعضاء فى التنظيم الإخوانى مارسوا العنف والقتل والإرهاب.
وهناك أيضا إرهابيون قدامى تم استدعاؤهم من قبل جماعة الإخوان، ومطلوبون فى قضايا عنف وتحريض على القتل.
وهناك أيضا فساد سياسى مارسته الجماعة وقياداتها خلال عام من الحكم.
وهناك شخصيات تربّحت على حساب الوطن من سلطة الإخوان تم الكشف عن بعضها.. وما زال هناك الكثير سيتم كشفه خلال الأيام المقبلة.
فلا يمكن أبدا اتّباع ما جرى مع مبارك ورموزه الفاسدين.. مع مرسى وجماعته وأفرادها الإرهابيين، الذين جعلوا الشعب عدوّا لهم.. وما زالوا يمارسون الإرهاب ضد الشعب.
فلا بد من محاكمة خاصة قانونية يتوافر فيها العدل.. وليست استثنائية.
وهناك تجارب دولية يمكن الاستفادة منها.
فهل نفيق الآن؟
أم ننتظر حتى يخرج علينا إرهابيون جدد؟!
فهل فى السلطة رجل رشيد يستطيع أن يتّخذ قرارا الآن، بدلا من البكاء بعد ذلك؟!
بقلم.. إبراهيم منصور