كتاب سبر

التربية وصناعة المستقبل

لا يكاد يمر يوم إلا وترى (البناخي) معالي وزير التربية وجوقته في كل الصحف سنعمل وسترون وسيكون وسوف وكل أخوات الأماني وبيع الكلام، والشو الإعلامي والنتيجة حلول بطيئة وصراع مع مراكز القوى والتي تحاول قدر الإمكان البقاء أطول فترة ممكنة، لن أبخس حقهم في بعض الجهود الطيبة وما سعوا إليه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن هذه الجهود لا تكفي لترميم ما أفسده الدهر والذمم الوسيعة، ممن جثم علي نفس هذه الوزارة سنوات طوال، ولكننا نعلّق الأجراس لكي تساعد اصحاب القرار لتصحيح مسار التعليم الذي وصل إلى درجة من التدني والانفلات  لن ينفع معها المقالات ولا الصيحات، ولا حتى “الكي” الذي يأتي في آخر العلاج.
لن أتطرق لفضيحة طباعة 130 ألف كتاب والمخازن الممتلئة عن آخرها والتي لا يعرف معالي الوزير ولا حتى الوكلاء من أمر بطباعتها، ولا من أمر بإتلافها، ولن أتطرق أيضًا  لسوء كوادر المعلمين والمعلمات ومخرجات المعاهد والجامعات التي لا توجّه بالطرق المثالية، فالتعليم  من وجهة نظري المتواضعة هو حجر الأساس وهو أول الأولويات وأهمها، والذي اعتقد وأجزم إن صلحت أحواله وأحوال قادته والقائمين عليه، صلحت أحوالنا كلها، 
فلا يصح أن نبدأ من رأس الهرم ونتناسي القاعدة وهي الأساس، مع إيماني الكامل بأن رأس الهرم القوي الأمين بإمكانه إصلاح الاعوجاج والخلل إن امتلك الشجاعة والأمانة والقدرة علي القيادة الحكيمة.
  
يا سادة يا كرام التربية والتعليم هي المفتاح لكل مشاكلنا المستعصية وانهيارها هو النتيجة لكل ما نعاني منه الآن من فساد إداري وأخلاقي واجتماعي نخر كل مفاصل الأسرة الكويتية، مما انعكس علي البلاد كافة بعد أن كانت كويت البدايات تسير في رتم تصاعدي جميل آنذاك، رغم أمية المجتمع وبساطته ولكنها النية الصادقة والإيثار ونكران الذات، فهناك ممن وصل لأعلى المناصب بالغش والتدليس والتزوير، وصعد على أكتاف البسطاء ليكون قياديًا يخطط وينفذ المشاريع ويفصلها لتناسبه وتناسب مصالحه ومصالح أقربائه، ومن يدور في فلكه من مافيا الفساد على حساب بلاد جميلة كانت مضربًا للأمثال في سرعة تقدمها ورقيها.
 
إذن لماذا توقفنا عندما كان يجب أن تستمر المسيرة وتقدّم الآخرون حتي أصبحنا نتحسر علي الماضي الجميل، إنه انهيار التعليم يا سادة وتولي من لا يستحق زمام الأمور خلال سنوات متتالية لمصنع الأجيال الحقيقي، فانهارت معه كل أحلامنا في بناء بلدنا ومستقبل أجيالنا التي تعودت علي الاتكالية والبحث عن اللقمه السهلة والشهادة المضروبة من اجل الحصول علي وظيفة.. معالي الوزير المهمة ليست سهلة وليست مستحيلة أيضًا للنهوض بالتعليم من جديد، اتعب على المجد ليخلد اسمك في سجلات العظماء إن سمعت نصيحة محب فالتاريخ لا يرحم يا بن حجرف.