عربي وعالمي

السودانيون يستعدون للتظاهر لليوم السادس.. وسط تحذير من الأمن

(تحديث..1) يستعد السودانيون ليوم سادس من المظاهرات احتجاجا على قرار الرئيس عمر البشير برفع الدعم عن المحروقات، فيما حذرت الشرطة من “مسلحين مندسين”.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية، اليوم السبت، قولها إن “مسلحين لم تعرف هوياتهم أطلقوا النار، أمس الجمعة، على متظاهرين في الخرطوم بحرى، وفي الخرطوم وأم درمان، وقتلوا أربعة متظاهرين”.
أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق الاف يطالبون باستقالة الرئيس عمر حسن البشير بعد أن اتهمت جماعات حقوقية قوات الأمن بقتل 50 محتجا على الأقل في أسوأ اضطرابات تشهدها مناطق وسط السودان منذ سنوات.
وخرج نحو 3000 شخص أغضبهم قمع الشرطة للاحتجاجات على قرار رفع الدعم عن الوقود إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم مرددين “الحرية..الحرية” و”الشعب يريد إسقاط النظام”.
وفي تحد للوجود الأمني المكثف حيث تنتشر شاحنات الجيش في الشوارع الرئيسية سارت الحشود صوب السوق الرئيسي رافعين لافتات”لا..لا لزيادة الأسعار”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن سارت الجموع مسافةكيلومترين تقريبا بوسط المدينة. وجرى بعض المحتجين بحثا عن مكان يمكنهم الاحتماء به بينما ظلت أعداد كبيرة بالشوارع وألقى البعض الحجارة على أفراد الشرطة وأشعل آخرون النيران في سيارات.
وذكر شهود أن أكثر من 1000 شخص تظاهروا أيضا في منطقة بحري شمال الخرطوم التي تشهد توترات منذ أيام. وخرج مئات في مناطق أخرىفي أم درمان وفي العاصمة وفي مدينة واد مدني جنوبي مدينة الخرطوم.
وفي وسط الخرطوم انتشرت شاحنات محملة بالمدافع المضادةللطائرات التي لا تستخدم عادة إلا في مناطق الصراع مثل دارفور في غرب السودان. وجاب أكثر من 100 من جنود الجيش والشرطة وأفراد أمن في ملابس مدنية ومسلحين ببنادق الكلاشنيكوف وأسلحة أخرى منطقة الإدارات الحكومية.
والليلة الماضية ذكرت الشرطة السودانية أن المواجهات أسفرت عن مقتل 29 شخصا بينهم ضباط شرطة. ويقول نشطاء من المعارضة إن عددالقتلى يزيد عن 100.
وذكرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن والمركز الأفريقيلدراسات العدل والسلام ومقره نيويورك نقلا عن شهود وأقارب قتلىوأطباء وصحفيين أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص في الصدر أوالرأس.
وأضافت المنظمتان في بيان أن من بين القتلى فتى عمره 14 عاماوأن أعمار معظم الضحايا الآخرين تتراوح فيما يبدو بين 19 و26 عاما.وقال البيان إن المئات اعتقلوا.
وقالت لوسي فريمان نائبة مدير برنامج افريقيا بمنظمة العفو الدولية “إطلاق النار بقصد القتل بما في ذلك التصويب على صدور المحتجين ورؤوسهم انتهاك سافر لحق الحياة وعلى السودان أن يكف فورا عن هذا القمع العنيف الذي تمارسه قواته الأمنية.”
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سودانيين للتعقيب لكن وزير الاعلام أحمد بلال عثمان قال في وقت متأخر الليلة الماضية إن أي تقارير تشير إلى عدد للقتلى يزيد عن 29 قتيلا غير دقيقة.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك في بيان منفصل أنها تأكدت من أن عدد القتلى أعلى من الرقم الرسمي البالغ 29قتيلا. لكنها لم تذكر رقما محددا.
وقالت “أطلقت قوات الشرطة وقوات الأمن الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية ووفقا لتقارير موثوقة أطلقت هذه القوات ذخيرةحية على المحتجين.”
ويتعذر التحقق على الفور من صحة هذه التقارير.
وسبق وأن حاولت المعارضة السودانية إلحاق البلاد “بالربيع العربي” الذي أطاح بزعماء في المنطقة لكنها أخفقت في حشد الجماهيركما حدث في مصر أو ليبيا.
ولا يزال البشير يحظى بتأييد الجيش وأجهزة الأمن والحزب الحاكموطبقة الأغنياء التي تتمتع بمصالح تجارية واسعة.
وأطلق نشطاء على الفعاليات اسم “جمعة الشهداء”، في إشارة إلى مقتل العشرات خلال المظاهرات التي اندلعت في الخرطوم ومدن عدة منتصف الأسبوع الماضي.
وأفاد مراسلنا بسماع إطلاق رصاص في منطقة بري المعرض بالخرطوم، إثر خروج مظاهرات حاشدة. وتداول نشطاء أنباء عن سقوط قتيل جرحى في مظاهرات بشارع الستين في العاصمة، لكن لم يتسن التأكد من مصادر موثوقة.
وقال مراسلنا إن قوات الشرطة انتشرت في الأماكن الحيوية من العاصمة السودانية معززة بقوات مكافحة الشغب.
ويطالب المتظاهرون بإلغاء قرار الحكومة رفع دع عم أسعار المحروقات، لكن المطالب تطورت إلى دعوة بعض النشطاء إلى إسقاط الرئيس عمر البشير بعد القمع الأمني ومقتل العشرات.
ومن جهة أخرى، قال نشطاء معارضون إن الشرطة بدأت حملة اعتقالات منذ الصباح الباكر في مناطق عدة. ولم يتسن التأكد من مصدر رسمي.
إلى ذلك، صادرت الأجهزة الأمنية صحيفتي المجهر السياسي والسوداني بعد طباعتهما بينما منعت صحيفة الوطن من الصدور لأجل غير مسمى.
وفضت صحيفتا الأيام والقرار الانصياع لتوجيهات تحريرية من جهاز الأمن واحتجبتا عن الصدور.
من جهة أخرى، استقال أربعة صحفيين من عملهم بجريدة “الصحافة واسعة الانتشار احتجاجا علي العنوان الرئيسي للصحيفة حيث أوردت في صفحتها الأولي ” تبت يد المخربين”، في إشارة إلى المتظاهرين.
و تأتي الخطوة في وقت تدرس فيه شبكة الصحفيين السودانيين اتخاذ قرار جماعي بخصوص التضييق الذي يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية. 
 وتفرض السلطات إجراءات مشددة على القنوات الفضائية والصحفيين بمنعها من التصوير في مناطق الأحداث والتظاهرات .
وقالت منظمتان حكوميتان إن عدد القتلى بلغ خمسين شخصا، فيما قالت مصادر طبية إن عددهم يفوق 120 شخصا.