عربي وعالمي

مؤتمر الأمة في اسطنبول.. من الفندق إلى البحر

اسطنبول.. حمد البديّح 
تم الترتيب على عقد مؤتمر الأمة منذ شهرين وبدأت الترتيبات عليه والدعوى إلى المنظمات الإسلامية التي وافقت على المشاركة في هذا المؤتمر، وبعد ذلك أخبر القائمون على المؤتمر الحكومة التركية قبل أسبوع من إقامة المؤتمر أن يعقد في أسطنبول بأحدى فنادقها. 
وأبدت الحكومة التركية الموافقة وعدم التعرّض، واجتمعت الوفود في أحدى فنادق أسطنبول قبل ليلة من عقد المؤتمر، حتى وصلت بعض الأخبار عن ضغوط خارجية تمارس ضد الحكومة التركية لمنع هذا المؤتمر، حتى أتى الخبر اليقين في صباح يوم المؤتمر بأن الحكومة التركية منعت إقامة المؤتمر في تركيا. 
واتضحت الصوره بعد تصريح المنسّق العام لمؤتمر الأمة د.حاكم المطيري بأن لقاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بوزير الخارجية التركي أوغلو في واشطن نتج عنه رفض إقامة هذا المؤتمر.
وأتت بعدها القوات الخاصة والشرطة التركية قبل ساعة من إقامة المؤتمر إلى الفندق الذي كان يعقد به المؤتمر، حتى كانت الرسالة واضحة المعالم.. ووقعت الحكومة التركية في حرج كبير من منع هذا المؤتمر لعدة أسباب:-
1- إبراز المسؤولين الأمنيين كتاباً رسمياً للقائمين على تنظيم المؤتمر لمنع إقامته، الأمر الذي يعد مخالفاً لسياسة تركيا المشهود لها في الديموقراطية واحتضان المعارضين وإقامة المؤتمرات.
2- جاء قرار المنع بالرغم من أن تركيا داعمة لثورة 25 يناير في مصر وهي التي اتخذت موقفاً ضد الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية، خصوصاً ان المؤتمر كان يتبلور حول قضية مصر.
3- ضغوط القوى السياسية الإسلامية على الحكومة التركية استنكاراً للمنع.
حاولت الحكومة التركية ألا تخسر “مؤتمر الأمة” كدولة حاضنة لهذا المؤتمر، وأرسلت بعض الأطراف لشرح الأسباب الدافعة لمنعه ومطالبة ألا تقسوا القوى السياسية الإسلامية عليها لرفع الحرج عن نفسها امام الأمة الإسلامية.
ومازالت الحكومة التركية وبعد انتهاء المؤتمر تحاول الالتقاء بقياداته.
ومن جانب القائمين على مؤتمر الأمة فقد حاولت بشتى الطرق الا ينتهي هذا الجمع الكبير الذي وصل إلى 600 شخص و 25 منظمة اسلامية خالي الوفاض حتى بدت فكرة إقامة هذا المؤتمر في (المياه الأقليمية) التي غضت الحكومة التركية عن هذه الخطوة الجريئة بصرها.. وتمت إقامة مؤتمر الأمة على متن سفينة في وسط البحر وتضافرت الجهود بين القوى السياسية الإسلامية وتم طرح ما يدور في دول الربيع العربي وعلى وجه الخصوص (مصر و سوريا و العراق) حتى انتهى بأجتماع خاص بعيداً عن أعين الجميع.

الهيلم: دول الخليج باتت تدعم خريف الأنظمة المستبدة في مقابل ربيع الشعوب العربية

(تحديث) اختتم مؤتمر الأمة اليوم والذي كان تحت شعار (مصر الثورة.. ومستقبل الأمة)، إذ كان للناطق الرسمي للحركة السلفية فهيد الهيلم مشاركة في المؤتمر قال فيها: “نحن اليوم لسنا بحاجة أن نوجه الكلمات للأمة فلا شك عندي أن الأمة رجالا ونساءً شيبا وشباباً قد تفاعلوا مع قضاياهم وقدموا التضحيات التي تسد عين الشمس في وضوحها.. وإن كان هناك من يستحق أن نوجه له الكلمة في هذا المؤتمر هم العلماء والأمراء (الحكام)”. 

وأضاف: “الأمة اليوم باتت تدرك أن العلماء ليسوا سواءً فهناك علماء ربانيون يوقعون عن رب العالمين ولا يخشون في الله لومة لائم وهم الذين عليهم المعول في قيادة الأمة، وهناك علماء أشبه بالشيطلائكة فلاهم ملائكة خلص ولا هم شياطين بُلس جعلوا أنفسهم في خدمة رب المال ورب السلطان ورب الجاه وقد لبسوا على الناس أمور دينهم ودنياهم وانحازوا للحاكم وجعلوا منه إلهاً مقدسا ومعبودا.. لا يصدرون إلا عن أمره وإن خالف أمر الله ولا ينتهون إلا بنهيه وإن أباح الله !! سخروا نصوص الشريعة ولوو أعناق النصوص كي تخدم العروش التي بدورها لا تخدم إلا البيت الأبيض وسيده الأسود أوباما .. والذي سيبيعهم قريبا بثمن بخس”. 

وتابع الهيلم: “ونحن هنا في المؤتمر نقول للصنف الأول من العلماء إن عليكم الدور الأكبر وعليكم أن تتحرروا من كل إنتماء حزبي ولا تنتمون إلا لهذه الأمة موجهين وقادة صادعين بالحق، ونقول للصنف الثاني منهم راجعوا مواقفكم فالأمة قريبا ستلقي بكم في غياهب السجون أو ستأكلكم تلك الأنظمة المستبدة التي تدافعون عنها ولكم في مفتي القذافي والبوطي مفتي بشار المثال والعبرة”.

وتطرق الهيلم إلى الأنظمة الحاكمة قائلا: “أما الأنظمة الحاكمة والأمراء فإننا نقول لهم أن الشعوب اليوم باتت تطالب بأبسط حقوقها وتطالبكم بأقل واجباتكم ، وهو حق المشاركة في إدارة شؤونهم ومراقبة سلوككم وانتخابكم وعزلكم أيضا.. وإن أفعال الأنظمة الأخيرة خصوصا في الخليج العربي بات واضحا أنه لا يعبر عن الشعوب ولا يخدم إلا الإستبداد ومحاربة الشعوب التي انتفضت ضد القهر والجوع وانتصرت لكرامتها في دول الربيع العربي”.

وأردف قائلا: “بات واضحا أن أغلب دول الخليج بات تدعم خريف الأنظمة المستبدة في مقابل ربيع الشعوب العربية المطالبة بالحرية ولنا فيما يحدث في مصر وسوريا أوضح مثال، فأنظمة الخليج تدعم الإنقلاب والعسكر وتساهم في قهر الشعب المصري وتصادر حريته .. أنظمة الخليج دعمت صناديق الذخيرة للسيسي من أجل تحطيم صناديق الشرعية التي جاءت بمرسي.. أنظمة الخليج سخرت ملياراتها في الشأن المصري وتناست الشعب السوري البطل الذي يجاهد البعث وإيران وروسيا والصين”.

واختتم : “بات واضحا التطابق الخليجي الإيراني في الملفين المصري والسوري وكل منهما يدعم الأخر إن بشكلٍ مباشر أو بشكلٍ ضمني والمحزن أن أنظمة الخليج المتحالفة مع إيران قد إستخدمت الملف الايراني لتأجيج العامة ضد الرئيس مرسي بينما الحقيقة أن الخليج يتحالف مع إيران في الملف المصري والسوري والأمر لم يعد خافيا”.
تم الترتيب لعقد مؤتمر الأمة (مصر الثورة.. ومستقبل الأمة) في مدينة اسطنبول التركية منذ شهرين وبدأت التحضيرات له وتوجيه الدعوات الى المنظمات الإسلامية التي وافقت على المشاركة في هذا المؤتمر.. وبعد ذلك أخبر القائمون عليه الحكومة التركية قبل أسبوع من موعد إقامته، على أن يكون مكان تنظيمه افي أحد فنادق المدينة. 

الحكومة التركية أبدت الموافقة لتنظيم المؤتمر وعدم التعرض له.. وبناء على ذلك اجتمعت الوفود في أحد فنادق أسطنبول قبل ليلة من موعد انعقاده، لكن أنباء تواترت بعد ذلك تشير إلى أن ضغوطاً خارجية تمارس على الحكومة التركية لمنع هذا المؤتمر.. إلى أن جاء  الخبر اليقين في صباح أمس الجمعة (اليوم الأول لموعد انعقاد المؤتمر) بأن الحكومة التركية منعت إقامته على أرضها، واتضحت الصوره بعد تصريح المنسق العام لمؤتمر الأمة الدكتور حاكم المطيري الذي قال فيه إن  لقاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بوزير الخارجية التركي أوغلو في واشطن نتج عنه رفض إقامة هذا المؤتمر!.