كتاب سبر

الجهل علم أحيانا!

لا يشك عاقل بأننا نعيش فوضى ثقافية زحفت على مفهومنا للمثقف وزحفت على مفاهيم كثيرة غيرها،وأصبحت الساحة الثقافية تضم عددا لا بأس به من الحواة والمهرجين ينشرون ترهاتهم باسم الحداثة…وأصبحت الحداثة في الفترة الأخيرة مظلة يتظلل بها المتسكعون والفارغون علميا ممن لا يملكون مؤهلات ثقافية تساعدهم على مزاحمة المثقفين الحقيقيين. 
ولو كان خطر هؤلاء مقصوراً عليهم لهان الأمر…ولكنني رأيت بعضهم يعزو عدم فهم الناس لترهاته إلى قصور في أفهام الناس لا إلى ضحالة وغموض ووعورة ما يكتبه…وأصبح يكثر الشكوى من تفشّي الجهل في الناس ليسبك دعواه العريضة بمكانته الثقافية وليوهم الآخرين بأنه أحاط بما لم يحيطوا به…والعجيب أن أساليبه في الدجل انطوت على بعض الناس وأصبحوا يشكون بقدراتهم العقلية لأنهم لا يستطيعون فهم هذه التراكيب اللفظية الغريبة والمتنافرة والتي تقدم لهم كنص شعري أحيانا أو كرواية في أحيان أخرى…ولو تأمل هذا المخدوع بأدعياء الثقافة لتبيّن بأن عدم فهمه لكلامهم الغريب دليل على سلامة عقله واحترامه لذاته…فقمّة الجنون أن تصفق للهراء وتضفي عليه ثوب الابداع مخافة أن تُتّهم بالجهل من بعض الحواة والمهرجين…وقمة احتقار الذات أن تظهر للناس خلاف ما تبطن!.
فعلى هذا وأمثاله أن يفخروا بعدم فهمهم لهذا الهراء فالجهل بهذه الترهات هو العلم!.
تويتر:a_do5y