كتاب سبر

الحكومة المنتخبة

كشفت انتخابات البلدي بما فيها من اصطفاف قبلي فئوي مناطقي طائفي بما لا يدع مجالًا للشك بأن الحكومة المنتخبة لا تخدم الكويت، لأن أغلب الشعب إلى الآن لم يستطع الخروج من عباءة وطنه الصغير القبيلة أو غيرها إلى وطنه الأم.
ولم يستطع الانحياز إلى الكفاءة على انتمائه الاجتماعي، فالمطالبة بالحكومة المنتخبة لا تصدر إلا من جاهل أو متاجر بهذا الشعار، ولن يبرر للبعض مطالبته بالحكومة المنتخبة، لأن المخاض الذي عاشه الحراك الكويتي عسير، فيجب أن يولد من رحمه مطالبات عظيمة، فهذا جهل وعدم فهم للواقع، فالسياسية لا تقوم على ردّات الفعل، السياسية كما عرفها أربابها “فن الممكن من الواقع”.. وفي الشرع: “هي التدابير التي يكون الناس معها أقرب إلى الصلاح”.
والحكومة المنتخبة بكلا التعريفيّن لا تستقيم، فهي غير ممكنة من الواقع لعدم قابليّة أغلب الشعب لها، وليست من التدابير -على الأقل حاليًّا – التي يكون الناس معها أقرب إلى الصلاح.
أعلم بأن البعض يرى بأن الحكومة المنتخبة هي الوسيلة الوحيدة لمحاربة استبداد الحكومة الحالية – على حد وصفه – ولكن هذا بحد ذاته ليس كافيًا، فمحاربة الاستبداد غير نافعة دون تهيئة ما يُسْتبدل به الاستبداد كما قال الكواكبي، والقفز نحو المجهول بطريقة “ما نستمع للضعوف ولا نشاورها”، دليل على عدم فهم ما ينادى به لأبجديات السياسة.