كتاب سبر

الدولة الإسلامية

عندما بعث نبينا المصطفى علية أفضل الصلاة والسلام وبعدما قام بالهجرة للمدينة المنوّرة هناك، قام بوضع أسس الدولة الإسلامية القوية والتي لا تعرف المستحيل وكسرت حاجز الخيال بعد تأسيس الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام وبعد رحيله قام الخلفاء الراشدين الأربعة بإدارة الدولة بما أوصاهم به، وبعدها قامت الدولة الأموية ومن ثم العباسية ومن ثم العثمانية، وكل هذه الدول قامت على أسس إسلامية بحتة وذكر أغلب من كتب التاريخ عن هذه الدول بأنها كانت دول قوية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بنيت فيها الحضارات الإسلامية وظهر فيها العلماء في الفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء وفي علوم الدين كانت الدول تهابها أعدائها وتقدّرها أصدقائها، كان فيها أكثر فتوحات الإسلام التي امتدت إلى كل من قارة آسيا وأفريقيا وأغلب أوروبا. 
كانت تلك الدول تجيّش الجيوش عندما ينتقص من كرامة مسلم فقط، كانوا حكام تلك الدول مجاهدين في سبيله الله يخافون الله في أنفسهم و شعوبهم، كانوا يقيمون حدود الله دون تفريق أو تقصير وهذا من الدلائل البسيطة على نجاح الدولة الإسلامية في تلك الأزمان.
يتسائل البعض لماذا لم تنجح الدولة الإسلامية في المئة عام الماضية اي بعد سقوط الدولة العثمانية على الرغم من وجود بعض الدول التي تحمل شعار الدولة الإسلامية؟ الإجابة المنطقية والحقيقية بسيطة لأن ولا دولة تعمل بصدق على إنشاء القواعد والأسس لمثل تلك الدول، بل تتخذها شعارات مزيفة لكي تخدع بها شعوبها أغلب الدول الإسلامية، في عصرنا الحالي تعادي الإسلام وليس لها من اسمها نصيب، تنكّل وتقتل وتسجن وتسلب المسلمين، إذًا أين الإسلام الذي يدعونه أغلب الدول التي تدعي الإسلام في وقتنا الحالي، حكامها فاسقين فاسدين فاجرين عصاة، يمنعون حدود الله يستبيحون أموال المسلمين لهم ولكل حاشيتهم وعوائلهم، بل إنهم لا تتوفّر بهم شروط الولاية، كيف لمثل هؤلاء النهوض بالأمة وإقامة العدل وإحقاق الحق في هذا الزمن ولي على المسلمين أشرارهم، و نتمنى أن نرى يومًا يولى على المسلمين أخيارهم.
خارج السرب:-
الخلافة الإسلامية ستعود و ستكون شرًا على الأشرار و خيرًا على الأخيار.
@falahalhajeri