كتاب سبر

قراءة في الحراك الشعبي

بغض النظر عن ما هي الإنجازات التي تغيرت في مجريات الوضع الراهن، ولكن ما يهمني هو ذلك الوعي الذي ولد في ظل هذا الحراك الغير مسبوق، ويسعدني أيضًا تزاحم الأفكار والمبادرات وتنوعها، وبما أن الحراك لم يخلق من أجل مشروع حل مجلس الأمة فقط، بينما خلق الحراك بسبب اختطاف الحقوق والضمانات الاجتماعية المهمة والأساسية التي كان يتمتع بها المواطنون، وشكّل اختطافها اعتداء على السلم الاجتماعي، وهنا أود التشديد على أن حرية الرأي وحقوق الأفراد غير قابلة للانتقاص ويجب أن تتصدّر بنود مشاريع تلك المبادرات، ثم يلي ذلك باب الحياة البرلمانية والمشروع السياسي وتفاصيله وغيرها من الملفات الساخنة التي يجب القيام في إصلاحها حتى نتمكّن من إعادة مجرى الحياة.
كما يعلم الجميع أن الحراك مستهدف إفشاله تحت أي ثقب يمكن ان يستخدم من أجل اختراق يحدث على إثرها انقسامات فكرية أو غيرها للوصول إلى ولادة حراك مضاد من رحم هذا الحراك، وهنا ننتهي بالفشل نتيجة وجود بعض الظواهر والأحداث التي  يجب الابتعاد عنها حتى لا تصبح موقعًا لثغرة الاختراق، ويمكن أن يخترق الحراك عن طريق قصور في طبيعة العلاقات الشخصية بين كوادر الحراك أو ضمور في علاقة التعاون والتآخي بينهم، أو من خلال زرع الإشاعات، أو اللعب على إحياء روح القيادة والتزعّم أو العزف على وتر الميول الحزبي ورمزية الأشخاص أو مدارس الانتماء الفكري، وعليه يجب الانتباه والتأمل بذلك جيدًا، بمعنى دقيق يجب تحصين الحراك وتعقيمه.
بالمناسبة إن اختيار شعار جديد لمرحلة النهج الجديد للحراك أمر مطلوب ويجب العمل على الإسراع به لكون البعض يعتقد أن شعار الحراك فقط هو قضية نظام التصويت، كما أن المبادرات الفكرية يجب أن تكون غير مرهونة على التيارات والأحزاب  بل هي مسموحة للجميع وعليه يجب إيضاح ذلك مع وضع الآلية لجمع وفحص المبادرات، بسبب أن البعض لا يعلم أن المجال مفتوح بالمشاركة سواء عن طريق طرح الأفكار أو بعضوية الانتساب للحركات السياسية والمجاميع الشبابية، ويجب إيضاح ذلك حتى لا يعتقد الأشخاص بانغلاق الحراك والمجاميع والحركات والتيارات المختلفة وصعوبة التواصل والاشتراك بها.
في الختام نحن في أمس الحاجة إلى مشروع سياسي متكامل يصاغ به طريق الإصلاح ويكون شامل لكل الأمور ويتحدّث عن كل التفاصيل التي تلامس حياتنا وتجعلنا في استقرار وتحفظ لنا المجتمع وأمنه، لكي نعيش حياة أفضل بشكل ينهي كل أوجه الفساد التي نعيشها، دون النظر لمن صاغ أو فكّر أو بادر بذلك الشيء، كما أن الجميع يعمل من أجل وطن جميل لا من أجل أجندات خاصة وغيرها من خزعبلات دعاة إفشال الحراك ودمتم سالمين.
بقلم / فواز البريكان 
@fuwazalhossini