حوارات

المعارض السعودي كساب العتيبي لـسبر: منظومة “أبوظبي” الأمنية.. من أقبح النظم في العالم

  • شتمني إماراتي في شرفي.. ومنعت من دخول الإمارات لـ”أسباب سياسية”
  • الإماراتيون تفاجؤوا من ردة الفعل.. بعد إثارة قضية منعي من دخول بلدهم.
  • النظام البوليسي والسياسة متخلفة في الإمارات.. بكل ما تعني الكلمة من معنى.
  • المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات انغلاقًا.. لذلك وجد في “تويتر” متنفسًا.
  • انتقاد أداء المسؤول السعودي بأسماء مستعارة.. خشية الاعتقال.
  • ما يحدث في سوريا “ملحمة”.. والغرب متآمر على المجاهدين لمصلحة إسرائيل.

  • سمو أ

    مير الكويت تدخل.. للصلح بعد تآمر الإمارات لقلب نظام الحكم في عمان.


على هامش “مؤتمر الأمة” الذي أقيم في تركيا.. التقت سبر بالمعارض السعودي والمحلل السياسي د.”كساب العتيبي” ليستعرض أهم ملامح المجتمع السعودي، ومدى تأثره بثورات الربيع العربي.. وأشار بأن مجتمعه يعاني من الانغلاق وغياب الوعي السياسي في التعامل مع أداء الحكومة.

الدكتور المتخصص في العلوم السياسية لم متحفظًا كعادته في الحديث عن الشأن الإماراتي، ووصفه بأن نظام بولسي وسياسته متخلفة.. كما تطرّق إلى مؤامرات ظهرت في الإمارات لقلب نظام الحكم في عمان، ولكن الصلح تم في النهاية بفضل مساعي صاحب السمو أمير البلاد في الكويت.

ووصف الدكتور تدخّل الكويت في الانقلاب على الشرعية في مصر بـ”مكره أخاك لا بطل”، مشيرًا إلى أن الدعم الرئيسي للانقلاب كان الإمارات والسعودية، وإن الأخيرة مارست الضغط على الآخرين لدعم الانقلاب.
كيف ترى دور المواطن السعودي في المجتمع وكيف تقيّم أداءه على مواقع التواصل الأجتماعي؟
– المجتمع السعودي حصل على تنفّس عبر التواصل الاجتماعي والمجتمع السعودي هو الأكثر انغلاقًا، لذلك من الطبيعي عندما ينفتح المجال قليلاً الناس تعبّر عن ما بداخلهم، و(تويتر) هو المتنفّس الوحيد حاليًا وتراهم يتفاعلون بشكل كبير مع القضايا المحلية وبشكل جدّي.. والجميل في الأمر الآن بدأت الناس تنتقد في (تويتر) بأسمائهم الحقيقة وخصوصًا في القضايا الحقوقية.
ماذا ينقص المواطن السعودي؟
– بل قل ماذا ما ينقص المواطن السعودي، يعني كل شيء ينقص المواطن من الأمور الحياتية، مثل العلاج العمل المشاركة في صنع القرار، ومن الجانب السياسي ككل، وحرية التعبير، تعبير عن النفس والتغيير عن الذات، لذلك المواطن السعودي يحتاج إلى نقلة نوعيه حتى يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم الطبيعية ورسم مستقبلهم، لو لدينا 5% من الديمقراطية الكويتية لما رأيت الناس يتحدثون في (تويتر) بهذه الطريقة، أبسط الحقوق غير موجودة في المجتمع السعودي، لدرجة أنك لا تستطيع ان تنتقد قرارًا حتى بخروج معتقل أو تنتقد وزيرًا، هذه كلها مرفوضة في مجتمعنا.. وهذه الأشياء لا تمارس إلا باسم مستعار خشية من (الاعتقال).
كيف تكون الحلول للوضع في المجتمع السعودي؟
مشكلتنا إن مجتمعنا مجتمع منغلق، والوعي السياسي ضعيف جدًا ومحدود جدًا، والحلو يعني أن تحدثنا في عصر (الثورات العربية) قد يكون الحل أن يرفع الناس أصواتهم وليس من الضرورة أن تكون ثورة تأكل الأخضر واليابس أو تغيير النظام، ولكن يخرج الناس للشارع ويطالب الناس في حقوقهم بصوت عالي.. مطالب أساسية ومشروعة تتعلق بالرأي العام بالتوظيف بالعلاج والسكن والقضايا السياسية لأن مشكلة الدولة لا تستمع، وإذا القرار سيظل بيد الحكومة السعودية لن يتغيّر الحال، لذلك من أقوى آليات الضغط هو الخروج إلى الشارع والمطالبة في الحقوق المشروعة، وبلا شك سنسمع بالعبارة المشهورة “الآن فهمتكم”، وبهذه الطريقة سيحدث التغيير، وعدا ذلك لن يتغيّر الوضع لأن الحكومة السعودية تعيش في واد، الشعب في واد أخر.. ولا أتمنى أن تحدث فوضى في الأمر، لأن السعودية وضعها حسّاس، ولكن على السعوديين إن أرادوا التغيير أن يتسموا بالجرأة والتضحية ليسمعوا أصواتهم بشكل جدّي. 
اشتهرت في مشاكسات في (تويتر).. وخصوصًا مع أطراف خليجية وبالتحديد الإمارات، ماهي الإشكالية؟
خلافاتي الخليجية امر طبيعي كوني سعودي، ولكن الإمارات ما لم يكن هناك مشاكل حتى العام الماضي وفجأةً ودون سابق إنذار قذفني إماراتيون 4 أشخاص تقريبًا ويقال أنهم يعملون في (الجهاز الامني) الإماراتي، وقد قذفوني في عرضي وشرفي وقد كان قذف لا يقبله لا عاقل ولا مجنون. 
حاولت التغاضي عنهم ولكن لم يأت التغاضي بنتيجة، ورفعت عليهم (قضية) في دولة الإمارات وعندما حان وقت جلستي في المحكمة ذهبت إلى الإمارات من أجل قضيتي، تبيّن لي بأني ممنوع من الدخول ومن غير ذكر الأسباب، فقط قالوا (أسباب سياسية وهي أوامر عليا) وكنت في مطار دبي.. وأخبرتهم بأنكم بهذه الطريقة تحولوني إلى عدو وخصم لأنكم أنحزتم إلى من شتمني بالبذاءة والقبح. 
وطلبت بعد ذلك أن أذهب فقط إلى المحكمة للإدلاء بشهادتي وأخرج من الإمارات، وتنتهي المشكلة، ولكنهم كما يعرف الجميع بأن منظومة (أبوظبي) الأمنية أصبحت من أقبح النظم في العالم، وهم توقعوا أن أعود وأصمت ولكن تفاجؤوا بردة فعلي ونقدي الصريح والقاسي ضدهم، وبعد ذلك أغلقوا ملف القضية في (دبي) ومن حينها اشتدت الخلافات وتفاعل الناس معي. 
وفي السابق كان القليل من يتحدث بالشأن الإماراتي ولكن خلال الأشهر الماضية ترى الناس تتحدث بالشأن الإماراتي، بل أصبح الأهم وترى تفاعل الناس وكتاباتهم ووضع الهاشتاق وهذا سببه تعامل الدولة مع الناس بالشكل البولوسي والسياسة الإماراتية هي (سياسية متخلفة) بكل ما تحمله من معنى، والمثال على ذلك انقلاب مصر، كانوا خلف والداعمين له ما كشفنا عنه قبل فترة عن الخلية التجسسية في ولاية عمان التابعة للإمارات لقلب نظام الحكم في عمان، وعمل على الصلح سمو أمير دولة الكويت، ولكن لا يزال الإماراتيون في نفس السياق بالشتم والطعن بالأعراض.. وليس لديهم منطق ولا أدب الحديث.
كيف ترى القضية السورية من ناحية والقضية المصرية من ناحية أخرى؟
ما يحدث في سوريا يعتبر ملحمة، وتآمر الغرب وبالأخص أميركا وروسيا بأن تحركهم تجاه الملف السوري هو تحرك باتجاه البوصلة الإسرائيلية، ومن مصلحة أميركا أن يبقى (بشار) بالرغم من كل القرارات عن الشأن الكيماوي.. ولكن هناك مشكلة حقيقية حول الجماعات (الجهادية) وأن حدث إشكالات مؤخرًا وهي مشكلة عويصة، ويعلموا إن “بشار” هو العدو ولا يتنازعون فيما بينهم، ويتركوا الطاغية يتفرّج عليهم.. حتى مثل هذه الخلافات تجعل ردة فعل لدى العالم الاسلامي المتضامن مع المجاهدين وهذا مؤشر خطير، لا يجب أن يتقاتلون فيما بينهم ويأسر بعضهم بعضًا، ولكن الحمدالله بدأت مساعي الصلح باتجاهها الصحيح، وهنا في مؤتمر الأمة قابلت أناس يتحدثون عن المصالحة وقد حلوا كثيرًا من الأمور وهذا مؤتمر ايجابي بالرغم من الأمور المعقّدة التي بقيت وهي مشكلة في عقيدة بعض المجاهدين مع الأسف.
وما يحصل في مصر هو يصب في مصلحة الغرب بامتياز لأنهم لا يريدون (لا إسلام ولا ديمقراطية)، وأي نظام له استقلالية حتى وإن كان (بوذي)، ولكن الغرب معهم عقدة مع الإسلام، ولكن كما ذكرت إن المصالح تصب لمصلحة إسرائيل وأميركا والغرب تعمل على ذلك، وجل ما أخشاه أن تكون مصر سوريا أخرى، وأتمنى أن يستمرون أصحاب الشركة بالسلمية لكن الغرب يدفع بالعنف كما لا ننسى الدعم الخليجي للانقلاب، وخصوصًا السعودية والإمارات دعموا بالمال، بل دبروا وسعوا لهذا الانقلاب والكويت شريكة ولكن إلى حد ما، والكويت ليست متحّمسة للانقلاب، ولكن يبدو (مكره أخاك لا بطل) لأن السعودية تمارس عليهم الضغط، ولكن الإمارات تدعم بشكل “…”، لا أريد أن أذكر كلمة غير مهذّبة، ولكن الإماراتيين هم من دبروا للانقلاب ودعموه بكل قوة وهم من يدعمون (السيسي) والسبب هي عقدة (الاخوان) لديهم، كم المشكلة لديهم في بلدهم والانقلاب سينتهي لو توقف الدعم الخليجي.
كيف رأيت مؤتمر الأمة وما تقييمك على ما دار به وما اجتمع من أجله؟
المؤتمر على حسب ما رأيته كان جميل وجمعة هؤلاء الناس ما بين عالم ومفكر ومن جميع بقاع الدول العربية والإسلامية، وهذا في حقيقة الأمر يعتبر إنجازًا، ومثل هذه الشخصيات يتم تلاقح الفكري والثقافات، وكان في غاية الأهمية وبالرغم كل ما حصل ومنع إقامة المؤتمر في الفندق، ولا أعلم عن الاسباب الحقيقبة ولكن كما ذكر ان هناك تدخلات سياسية من هنا وهناك لمنع المؤتمر. 
ولكن أعتقد بأن تركيا أكبر وأوعى أن تسير خلف احد، بل هي دولة ديمقراطية في المقام الأول، ولكن في نهاية الأمر أقيم المؤتمر على السفينة وكان مؤتمر جميل وكلماته رائعة وعبّر فيه المتحدثون عن ما يريدون والتفاعل كان رائعًا وتعاطف الحضور كان قوي مع القضية السورية والعراق والمصرية تحديدًا، لأن المؤتمر كان بعنوان (مصر الثورة – ومستقبل) وفي رأيي بأنه قد نال مؤتمر الأمة ما اجتمعوا عليه، وحصل ما يريدون والتجمّع الكبير كان مكسب، وهذا دليل بأن الأمة الإسلامية والشعوب تقف مع القضية المصرية والإسلامية والاستمرار حتى سقوط الانقلاب العسكري.