محليات

الشخصيات الرسمية غابت عن تشييع جنازة الفقيد
موثق الكويت أيوب الأيوب.. إلى مثواه الأخير

احتضن ثرى الكويت في مقبرة الصليبيخات صباح اليوم فقيد الوطن الفنان التشكيلي المعروف أيوب حسين الأيوب، الذي أسلم الروح لباريها أمس عن 83 عاماً، بعد مشوار حافل بالعطاء والتميز.. وجهد دؤوب استمر لسنوات وثق فيه ماضي الكويت العريق وتراثها الذي نجح في أن يبقيه حياً في لوحاته وفي مقتنياته.
ظل الفنان أيوب الأيوب مخلصاً لذاك التراث، إذ لم تنجح رياح المدنية الحديثة من أن تنتزعه من وجدانه مثلما انتزعته من وجدان الآخرين، فكان مخلصاً له حتى الرمق الأخير.. ولم تسقط ريشته إلى أن أسقطها الموت عنوةً من يده، مخلفاً وراءه عشرات اللوحات الفنية وعدداً من الكتب التي تحكي عن الماضي وتبرز أصالته.
توافد المشيعون إلى المقبرة.. في غياب واضح للشخصيات الرسمية والفنية، باستثناء البعض منهم أبرزهم الكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم والقاص والأديب طالب الرفاعي.
سبر حضرت مرسم التشييع والدفن، وتحدثت إلى بعض أقرباء الفقيد من أبنائه.. ومن بعض محبيه، فقال أمجد الأيوب (نجل الفقيد) “إن المرحوم والدي طوال سنوات معيشته خدم الكويت بما يرضي الله عز وجل ويرضي ضميره ونفسه”، مشيرا الى ان الجميع من أهالي الكويت يترحم عليه بالعطاء الذي قدمه لوطنه.
واكد الأيوب لـسبر ان والده كان يراعي ربه سبحانه وتعالى في جميع الامور ومتواضعا مع الجميع وكانت علاقته رائعة بالفنانين مضيفا بأنه كان أهم ما يشغله هو العبادة والصلاح…”والحمد لله على كل حال”.
وأضاف: والدي عانى من الامراض قبل خمس سنوات فكان يعاني من الرئة وضيق في التنفس وقد تفاقم عليه المرض وتراجعت حالته الصحية شيئا فشيئا، ونسأل الله عز وجل ان يتغمده برحمته الواسعة.
 والد الكويت.. بشهادة الجميع
وقال نجله الآخر حسين الأيوب إن الفقيد فهو والد الكويت وليس والدنا فقط، فهو خدم الكويت طوال السنين التي عاشها وهذه شهادة من الجميع.
وأضاف ان المرحوم محبوب لدى جميع الناس متواضع معهم، بالإضافة إلى أنه رجل صالح وتقي.
وأكد انه ظهر وبرز في وقت سابق لجيله فهو فنان ورسام وشاعر يمتاز بالمهارة والذكاء والمطالعة وقليل في ذلك الوقت من الناس الذين يمتازون بهذا الشيء فهو شق طريقا في عالم كله فن واطلاع رغم ان الناس في ذلك الوقت بسطاء.
وأضاف أنه ابدع وأخلص لوطنه ونجح في أن يوصل تراث الكويت القديم الى قلوب الناس.
مدرسة ثقافية
سفير الكويت في صربيا سابقا فوزي عبدالعزيز الجاسم قال ان المرحوم مدرسة ثقافية وفنية كاملة، مضيفا أنه استطاع ان يوصل رسالة يربط بها جيل الماضي الى جيل الحاضر، واكد انه بفنه وإبداعاته استطاع ان يوصل رسالة تحمل مضامين سامية وتوضح كيف كان يعيش آباؤنا في ماضي الكويت الجميل.
واضاف: تعلمت منه الكثير واستفدت من خبرته من المعلومات التي نقلها لنا يوم كنا صغاراً،  موضحا انه استطاع على الحفاظ بأشياء كثيرة من تراث الكويت وعرفنا به وخصوصا ان كنا نسافر كثيرا الى خارج الكويت فتعلمنا منه الكثير من ذلك التراث. مشيرا الى ان ذكراه سوف تظل دائما في الكويت، ونسأل المولى ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم أهله الصبر والسلوان.
وقال السفير السابق أحمد الجاسم: هو الذي علمني الحياة فتعلمت منه اللهجة الكويتية وطبيعة الحياة في “الفرجان الكويتية”، فكنت دائما معه أستفيد من خبرته.
واشار الى ان هناك لوحة من لوحاته عشت فيها ذكرياتي الأولى من حياتي فهي لوحه زيتية وقد رسمها بخبرته الكبيرة، وهذه اللوحه فيها تجمع كبار العائلة.
أحب التراث.. فأحبه التراث
وقال مشري المشري (أحد المشيعين): الفنان أيوب الأيوب رجل يحب التراث فأحبه التراث.. كان يحب المجتمع الكويتي القديم، الخالي من البغضاء والشحناء وهو يعتبر من الجيل الأول كما أنه متسامح وبسيط.. يحب التراث الكويتي وشيد مع الكثيرين علاقات اجتماعية متينة، وكان محبوباً من الجميع.
ويضيف المشري: هو فنان و رسام تشكيلي و كان يسهر الليل بطولة على رسماته وكانت تاخذ اللوحة الواحدة وقت طويل ويتعب عليها لان الشخص حين يعتمد على ذاكرته يعتبر شي مو سهل واللوحات اللي رسمها اعتقد ان مافي بديل يرسم مثل هذه الرسومات التراثية ونصيحتي لكل شخص لديه رسمه من رسومات العم أيوب أن يحتفظ بها جيداً خاصةً من الجيل القديم..
وقال وليد خالد درويش: انا ابن امام المسجد الذي يصلي فيه العم أيوب الأيوب.. وعلاقتي مع العم أيوب مثل علاقة اي ابن بأبيه.. ربينا ونحن حنا نراه ونتعلم منه وكان ينصحنا مذ كنا صغاراً إلى أن كبرنا.. والكل يحبه في المسجد وفي المنطقة أيضاً..  الصغار منهم والكبار والعمال، كانت له اياد بيضاء في كل مشروع يطرح بالمسجد.. 
وأضاف: كان رحوماً جداً وطيباً، ورأيت منه مالم أرا في (أبي) : طيبه وكرم و أخلاق..
وتابع: منذ الثمانينات ونحن نصلي في مسجد واحد وكل امام يأتي لهذا المسجد الا و يثني على العم أيوب.. والعم أيوب رمز.. لقد خسرته الكويت والأمة الإسلامية .