حب الظهور والعلو في الأرض غريزة نفسية لا يكاد ينجو منها أحد…ولذلك كان من يخالف هوى هذه الغريزة موعوداً بالخير في الدار الآخرة في قوله تعالى:{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} لأنه بذل جهدا مضاعفًا أقل كلفة مما يبذله من ينساق خلف هوى هذا الغريزة…والمنساق خلف هذه الغريزة غير مأمون العاقبة.
فحب الظهور إذا تسلّط على الإنسان وكان الإنسان غير متمكّن من أدوات الظهور الايجابية وغير حاوٍ للصفات التي تجعله يزاحم الأخيار لا يتورع ولا يخجل من ارتكاب كل ما يجعله حديث الساعة ويمكنه من الظهور حتى لو كان حديثًا بشعا أُتْبع فيه اسمه اللعنات وسؤال الله العافية من حاله!.
الكلام أعلاه ينطبق على من ركبوا موضة الإلحاد في تويتر…فالناظر في حالهم يجد بأنهم بين شخصين إمّا شخص مهووس بالشهرة ولا يستطيع مزاحمة الأخيار والإشتهار بالصفات الايجابية لإفتقاره لأبسط مقومات “الرجل الكريم النبيل” فلم يجد سبيلاً أسهل وأقل تكلفة من التبجح بالكفر والإلحاد في مجتمع “يغار على دينه”…وحاله كحال من يتعرّى بين المحتشمين بعد أن عجز عن مجاراتهم في الحشمة سيجد من يلتف حوله ويتحدث عنه ولكن لن يجد فيهم من يثني عليه خيرًا…!
فلم تكن الأدلة قاصرة يومًا ما عن التدليل على وجود الباري جل وعلا حتى يُصدق هؤلاء لذلك تجلت الحقيقة التي لا يستطيع انكارها أحد وهي أنه لم يصدق محلدًا قط في إلحاده وإنما هي المكابرة وحب الظهور الذان دفعاه لهذا الإنحراف.
أمّا الثاني فشخص كان متديّنا سابقًا وبعد أن ضعف ايمانه ونكص على عقبيه تطرّف في تصنّعه لكره الدين ليس عن قناعة ولكن لعلمه بأن المجتمع لازال ينظر لمن كان متديّنًا ونكص نظرة ازدراء فيحاول بهذا التطرّف ايقاف سياط ضميره وإماتته والتظاهر بالصلابة أمام نظرات الأزدراء التي تطارده من كرام المجتمع!.
والحقيقة أن تواجد هؤلاء في تويتر وإعطائهم نفس مساحة التعبير التي أُعطيت للعقلاء من الأسباب التي “طيحت تويتر من عيني”!.
تويتر:a_do5y
أضف تعليق