كتاب سبر

من يتحمل المسؤولية في مصر الآن؟

الكل يهرب من المسؤولية.. والنظر إلى مستقبل هذه الأمة والعمل من أجل المواطنين.
.. تجد أى مسؤول فى الدولة حاليًّا يُحمّل المسؤولية لمسؤول آخر.. حتى تضيع القضية الرئيسية فى الانتقال إلى دولة قائمة بعد أن صرنا نتّجه إلى الدولة الفاشلة.
.. وخد عندك ما يحمله بعض المسؤولين من الحديث عن المؤامرات والتربّص!! دون أن يقدم أى شىء!!
.. فضلًا عن غياب الشفافية.
.. فلا تعرف الحكومة مسؤولة عما يحدث أم لا!
.. ولا تعرف دور رئيس الحكومة!!
.. فهناك تصريحات متضاربة.. ناهيك بافتقارها إلى أى معلومات.
.. أى نعم، هناك توجّه دائم وارتباك مما تحدثه جماعة الإخوان فى الشارع من فوضى وإرهاب.
.. ومع هذا لا تجد مواجهة حقيقية من الحكومة تجاه ذلك، حتى يصل الأمر بالدكتور حازم الببلاوى رئيس الحكومة، ليقول «إنه لا يمكن وصم أى جماعة بأنها إرهابية إلا من خلال القضاء»، وذلك ردًّا على سؤال عدم تحرّك الحكومة تجاه إرهاب الجماعة الذى يشهده الشعب -وتصدّى له- فى كل مكان بمصر.. وفى انتظار أحكام قضائية ليس للحكومة دور فيها، وإنما هناك مواطنون تحرّكوا بإحساسهم الوطنى أمام القضاء للحصول على أحكام قضائية لمواجهة الإخوان قانونيًّا، ومع هذا هناك إهمال كبير بتباطؤ فى تنفيذ أحكام القضاء فى ذلك الأمر، ولعل ما حدث ويحدث فى حكم محكمة الأمور المستعجلة بحظر كل نشاط لجماعة الإخوان، دليل على ذلك.
.. ولم تنجح لجان الحكومة فى أى شىء فى هذا الأمر حتى الآن.. بل ما زال الارتباك سيد الموقف سواء فى لجنة وزارة العدل أو وزارة التضامن.. حتى الداخلية، فربما بسبب تأثير اختراق الإخوان لها، والسيطرة عليها لمدة عام فى حكم الإخوان.. حتى يبدو أن معلومات أجهزة الأمن ما زالت غائبة ومرتبكة وغير مكتملة!
.. ولم يصل بعد إلى الحكومة أن الإخوان انتهوا فعلًا فى الشارع.
.. والشعب تصدّى لهم وساند الجيش والشرطة بقوة من أجل القضاء على إرهابهم.. وما يفعلونه الآن شىء طبيعى من جماعة كانت فى يدها السلطة وكل شىء فى البلاد.. وفجأة تم انتزاعها منها.
.. ورغم هذا لا تعرف الحكومة ذلك.. وما زالت تنظر إلى الإخوان برعب، ومع هذا لا تفعل شيئًا.. كما أنها لن تفعل شيئًا فى ملف المستقبل.
.. فمَن يتحمّل المسؤولية؟
ورئيس الجمهورية يرى أنه رجل قضاء فى الأساس، وسيعود إلى القضاء بعد انتهاء فترته المؤقتة، ومن ثَم فوّض كل الاختصاصات للحكومة.
.. والحكومة ترى أنها مؤقتة.. ولا تسعى لاستخدام اختصاصاتها، وإنما تلف وتدور فى قضايا مفترض أنها انتهت.. وكان الأجدر بها أن تنظر إلى المستقبل وإقامة مشروعات تنمية يشارك فيها الجميع، خصوصًا فى ظل الدعم العربى المالى والاقتصادى لها، والدعم الشعبى أيضًا.
.. ويبدو أن الحكومة ترى أن هناك مَن هو أعلى منها، ومن ثَم تنتظر أن يأتيها القرار لتنفيذه.
.. فهناك حالة تفكّك.
.. ومؤسسات الدولة غائبة.
.. ولعل مناقشات لجنة الخمسين أوضحت الصراعات على المصالح الخاصة.. وسعى كل مؤسسة للحصانة من الآخرين، وعلى حسابهم!
.. فليس هناك عقل يدير المجتمع.
.. وليس هناك رجال يضعون أجندة مستقبلية للمجتمع، تحقق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
.. فالمجتمع يجرى سحبه إلى الخلف الآن، وليس جرّه إلى الأمام.
.. ومن ثَم كان الدور الأمنى الذى عاد ليتدخّل فى كل القضايا.. وأصبحت الكلمة العليا للأمن.
.. فالكل لا يريد تحمّل المسؤولية.. وليس هناك عقل لإدارة البلاد بشكل وطنى مخلص، مع احترامى لشخصيات عظيمة فى موقع المسؤولية الآن، إلا أنها لا تقدّر المسؤولية الواقعة عليها.
.. فيا أيها الذين فى الحكومة.. دعكم من الحديث عن المؤامرات.. وعن الإخوان.. فقد انتهوا، وانظروا إلى المستقبل وتحمّلوا المسؤولية بجد.