كتاب سبر

ما هو الإنجاز.. بعد خروج المعارضة؟

الحكومة أمام حرج شعبي نتيجة اتهامها للمعارضة بتعطيل التنمية، وهي الآن أمام خياريّن.. إمّا الإنجاز أو إعلان فشلها، وفي آواخر التسعينيات وصولاً  لولادة مجلس الصوت الواحد بجميع النسخ، كان الصراع بين السلطتيّن التشريعية والتنفيذية شائك ومعقّد ومضطرب، حتى إنه أسهب في وجود الاستجوابات والتوتر السياسي، كما ان اصبع الاتهام حينها يشير للمعارضة بأنها هي من تفتعل الخلافات وتساهم في تعطيل التنمية والازدهار، ولكن يبدو بأن كل ذلك غير صحيح فالمعارضة الآن خارج السرب السياسي ولازال الحال على ماهو عليه، بينما كل ما نشاهده الآن من مشاريع وقوانين هي من إنجازات تلك المجالس السابقة.
تمتاز الحكومة في الدهاء السياسي وتجيد اللعب واستخدام الأدوات السياسية وتمتلك طاقات وميزات مختلفة ومتنوعة، ولكن لم تستخدم في صناعة الرقي والتطوّر المنشود، بل وجّهت كل ذلك نحو اتجاه خلافها السياسي مع البرلمان، لم تأتِ لنا بنهج جديد، فالأوضاع لا تزال على نفس وتيرة ذلك التردي الملموس بالسابق، فالقانون أصبح لا يحترم والخدمات العامة أصبحت متهالكة والمواطن يعوم في بحر الأحلام ويتساءل، هل يطول بنّا الأمر نحو هذا التناحر والتجاذب والتأخر؟ هل سنشهد إنجازات متنوعة؟ هل سوف تعود الحياة إلى الأفضل؟
نحن نعيش في ظل وجود النفط والموارد والاستقرار الداخلي والخارجي، لا أعرف ما هو مصيرنا لو نفذ النفط واشتعلت المنطقه بالحروب، ونحن لم نصلح داخلنا ولم نفلح في صناعة مستقبلنا، بالله كيف نصمد في وجه كل ماسوف يحدث، بالله كيف نحافظ على وجودنا على خريطة العالم ونحن متناحرين مختلفين ومتأخرين عن الركب.
في الأخير.. أوجّه رسالة للجميع كلن حسب مسوؤلياته وموقعه، إن بقاء الخلاف وعدم علاجه وتطويقه ما هو إلا انتحار سياسي يولد الانقسامات ويزيد من قطر دائرة التناحر ويسهم في التعقيد والضياع، إن الجلوس على طاولة الحوار والنزول عند رغبة الإصلاح والتعاون كفيل في تجاوز وترميم أثار ماحدث، حذاري من إبقاء الخلاف واستغلاله، إن الوطن لا يباع في الأسواق والمتاجر، فالوطن تركة وضعها لنا من سبقنا كما يجب علينا إن نحافظ عليها لكي نتركها لمن يخلفنا جميلة، كما نتمناها جميعًا حتى لا يلعننا الجيل القادم ونصبح نقطة سوداء في تاريخ حياتهم.
بقلم.. فواز البريكان