حاول السيد البدوى حتى آخر نفس فى لجنة الخمسين إرباك اللجنة من إخلال إصراره على تمرير قانون الانتخابات فى الدستور الجديد أو (التعديلات الدستورية) بالقائمة الحزبية وعلى طريقة الحزب الوطنى السابق الفاسد.. ودستور الإخوان الطائفى الفاشى.
.. وحاول البدوى الخروج على التوافق الذى جرى بين أعضاء اللجنة فى مواد الدستور، وذلك بإصراره على طرحه الخاص وتشكيل لوبى يعمل معه فى ذلك الإطار تحت وهم وجود أحزاب فى الشارع.. ومن هنا لا بد من الانتخابات بالقائمة وقتال السيد البدوى عليها!!
.. فتعطّلت اللجنة فى التصويت إلكترونيًّا ويدويًّا على النظام الانتخابى.. وجرى ما جرى فى الغرفة المغلقة فى غياب الشفافية التى كان يجب أن يتحلّى أعضاء «الخمسين» بها.. ما داموا ذكروا أنهم بشأن وثيقة دستورية تعلو قيمة أى وثيقة فى تاريخ البلاد.
.. فما كان إلا إحالة المادة برمتها إلى الرئيس ليصدر قانونًا انتخابيًّا ربما بعد حوار مجتمعى يراعى الناس والمجتمع والتجارب التى جرت خلال الحكم السابق، سواء فى عهد نظام مبارك وحزبه الوطنى الفاسد أو نظام الإخوان الفاشى.
.. فقد سعى مبارك ونظامه إلى التكويش على البرلمان وكانت تجربة القائمة فى بعض السنوات أداة من أدوات السيطرة والتمكين وإفساد الانتخابات، فكان عدم الدستورية.
.. كما سعى الإخوان إلى القائمة أيضًا لضمان السيطرة والتمكين.. والتفاف الأحزاب الكرتونية حولهم سعيًا لبعض المقاعد التى تتركها لهم الجماعة فى بعض القوائم تحت وهم التحالف الذى كانوا يدّعونه دائمًا.. ويفعلون عكسه تمامًا.
.. فقد كانت تجربة الانتخابات بالقائمة فاشلة تمامًا.
.. ولعل خلو الشارع من الأحزاب ونشاطها يؤيد أنه لا يمكن إجراء انتخابات بالقائمة وأنه محكوم عليها بالتزوير (!!).
.. فأين تلك الأحزاب الآن؟!
.. أين الأحزاب مما فعله وتفعله جماعة الإخوان وحلفاؤهم فى أنحاء مصر الآن من اتهامات بـ«الانقلاب» فى الوقت الذى يدّعى فيه بعض هذه الأحزاب الثورية.. رغم أنها أحزاب محافظة فى الأساس.. ولم تكن أبدًا لها علاقة بالثورة.. وإنما هى دائمة فى خدمة النظام ما دام رئيسها يريد مصلحته وبزنسه الخاص.
.. ولعل وجود القائمة فى هذه المرحلة يجعل أحزابًا وقوى سياسية كالإخوان تعود مرة أخرى إلى الساحة السياسية من خلال شخصيات «نكرة» غير معروفة للجميع، ولها تجارب كثيرة فى ذلك، وعودتها لن تكون من أجل إثراء الحياة السياسية.. ولكن من أجل إفساد مؤسساتها.
.. وما زال أمام الأحزاب الكثير من الوقت لكى تستطيع أن تبنى نفسها، خصوصًا الأحزاب الجديدة التى تشكلت بعد 25 يناير، فهى ما زالت تعتمد على شخصيات وطنية.. ولكن ليس لها أى وجود فى الشارع.. ولا تستطيع أن تتصدّى لما يجرى فى الساحة السياسية حتى الآن.
كما أن الأحزاب القديمة على غرار حزب السيد البدوى فقدت الكثير من المصداقية فى الشارع.. وهى فى حاجة إلى ثورة داخلية.. فتخيّلوا، خرجت ثورتان ضد أحزاب سلطة وأسقطتها، وإذا بأحزاب معارضة كرتونية ما زالت قائمة بقياداتها.. وهى التى دائمًا فى حظيرة السلطة.. بل هناك مَن كان يمارس دور «العراب» حتى مع النظام الفاشى!!
.. من هنا لا حل الآن سوى العودة إلى النظام الفردى والدوائر الصغيرة.. والتى يمكن بها أن ننطلق إلى انتخابات حقيقية وتعبّر تعبيرًا حقيقيًّا عن الشعب لتحكم أحزاب ضعيفة هشة -منزوعة الدسم السياسى- يعمل أصحابها لمصالحهم الشخصية.. وطموحات بوراثة الأنظمة السابقة فى وقت لم يقدموا للبلاد أى شىء وإنما هم طامعون فى أن يحصلوا على مصالح خاصة.
فـ«الفردى» هو الحل.
أضف تعليق