كتاب سبر

ايران لديها مشروع. ونحن علي البركة

نختلف مع ايران وتوجهاتها وبعض الاستفزازات احيانا وسواء اختلفناام اتفقنا فهذا ليس هو السؤال المطروح ولكن يبقي علينا ان نحترمها كدوله ذات ثقل سياسي وإقليمي ومن اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط. هذه حقيقه يجب ان نتعاطي معها شأنا ام أبينا . 
فإيران دوله كبيره ومهمه في الشرق الأوسط ولديها مشروع طويل الأمد وواضح وجرئ سخرت كل إمكانياتها رغم الحصار الخانق عليها لتنفيذه وسارت في هذا الدرب رغم العواصف والضغط العالمي غير ابهه بما يدور هنا او هناك. 
ايران رغم تطرفها المستفز احيانا و الذي رأيناه في فترات سابقه والجعجعه التي عملها الرئيس السابق احمدي نجاد والذي اثار العالم بتهديداته والتمهيد لخروج المهدي المنتظر بعد غيبته والعزف علي هذا الوتر العاطفي لغالبية بسطاء الشيعة في كل مكان. حتي صدقه البلهاء من الشيعة العرب نجد الانعطاف المفاجئ بعد دورتين صاخبتين في نجاح الرئيس الحالي روحاني. هذا الرئيس المعمم وخريج بريطانيا والذي يميل الي مدرسة اخري نقيضه للمدرسة المتطرفه التي تحكم ايران خلف الكواليس. 
ولكنهما في الاخر يلتقون في نفس الخط والنهج والأهداف. . 
ايران  دولة تعرف ماذا تريد ولهذا هي تسير وفق اجنده واضحة المعالم أخذت من الداهية الأموي معاويه ابن ابي سفيان رغم كرهها له أخذت بنظريته المشهورة (شعرة معاويه ) دستورا لها. واستطاعت ان تكون هذه الشعرة الشهيرة هي حجر الأساس في سياساتها الخارجية بالذات وهو ما يعنيها للوصول الي أهدافها الرئيسيه المعلنة وهو ان تكون أيران هي اللاعب والمرجع الرئيسي في الشرق الأوسط فعندما يشد العالم عليها تبدأ في التراخي والعكس صحيح وهذا يدل علي الدهاء الذي يمتلكه الساسه الفرس من عشرات ان لم يكن مئات السنين. 
فالبرجماتيه والغموض والصبر صفات تميز هذا البلد عن محيطه العربي الغارق في مشاكله وفساده السياسي. 
فأيران السياسه الخارجية غير أيران السياسه الداخليه والداخل لا يهمني الحديث به الان فهو قصة قد يطول شرحها
لا اعتقد ان بلد في هذا الدهاء والذكاء يفكر في الاستيلاء او احتلال ما حواليها أبدا ولكن همها الاول ان يكون لها بسط نفوذ في دول الخليج وسوريا ولبنان كما هو حاصل في العراق الان. وهنا تكون حققت الكثير من هذه الأهداف. 
مخطئ وغبي أيضاً من يظن ان ايران دولة دينيه وهمها الرئيسي نشر المذهب الشيعي واحتلال الدول المحيطة بها أبدا فالدين كان هو الحصان الذي امتطته ولعبت عليه لتصل لمبتغاها  
فهي تلعب سياسه وسياسه ناجحه وذكيه جدا ونحن نترنح ليس لنا هم سوي التحلطم والانغماس في جمع المال والتفاخر في الاستثمارات شرقا وغربا وبعيون زائغه ومرتبكه وإلقاء كل اللوم علي تحركات ايران هنا وهناك 
هم يفكرون ويعملون ما يفكرون به ونحن نتبع سياسة ردود الأفعال ودائما نمشي خلف خطواتهم متأخرين خطوتين ان لم تكن عشر خطوات  
فبالله عليكم كم لنا منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي وما هو الذي استفدنا منه نحن أبناء دول المجلس سوي الاجتماعات المتواصلة والبروتوكولات السمجه التي لا تغني ولا تسمن من جوع. 
هرمنا وهرمت قياداتنا وترهلت سياستنا وتاهت أجيالنا خلف الكماليات والفشخره حتي وهنت عظامنا ولم نعد آلامه التي من الممكن ان تعتمد علي نفسها. وانشغلنا بتسمية الخليج العربي وكأنه اقصي طموحاتنا. 
ان الامم العظيمه هي التي تخرج من رحم المعاناة كما فعلت ألمانيا واليابان بعد الحرب العالميه. ونحن رزقنا الله بالإسلام دين الحق والعدالة الاجتماعيه واكرمنا الله بالخير الوفير وليس لنا يد فيه فعثنا فسادا وطمعا وجشعنا حتي ملأنا بنوك الشرق والغرب بالارصده الماليه ونسينا تنمية بلادنا وأعمارها وصناعة العقول التي من الممكن ان تعمر الديار 
كفي بالله عليكم فالشعوب تعبت من المجامله والترقب وانتظار القدر المحتوم في ضياع بلاد تعب عليها الآباء والأجداد وصبروا علي فقرها وجدبها ليأتي احفاد جشعهم وطمعهم اكل الأخضر واليابس. 
فإيران ماضيه في سياستها ونحن نشخر ونغط في سبات عميق. حتي نصحوا علي صرقعه جديده لا تبقي ولاتذر. 
فالغرب وأمريكا كما قال الخميني للوفد الإيراني عندما ذهب لمقابلة الأمريكان ( لا تثقوا بهم أبدا وعليكم عد أصابعكم بعد مصافحتهم كل مرة ) 
ونحن لا زلنا نثق بهم عمياني. 
حفظ الله بلادنا مما يحاك لها.  أمين.