تعود في مثل هذا اليوم السابع من ديسمبر الذكرى الـ 79 لسنة “الهدامة” على وجدان أهل الكويت وتحديدا عام 1934 حينما ضربت البلاد عاصفة قوية تخللتها أمطار تخطى معدلها ال300 ملليمتر ما أدى الى تكون سيول جارفة تسببت بهدم أكثر من 500 منزل وتضرر حوالي 18 ألف نسمة آنذاك.
وتجاوز معدل الامطار التي هطلت على البلاد في ذلك اليوم الشتوي ما يهطل على الكويت خلال عام كامل واستمرت وتيرة هطولها ثلاثة أيام متواصلة ما أدى الى تدمير ذلك العدد من المنازل التي كانت مشيدة من الطين واضطر أهلها الى تركها واللجوء الى المساجد والمباني الحكومية وبعض الكتاتيب.
وطالت الاضرار معظم مناطق البلاد دون استثناء الا أن المنطقة الاكثر تضررا كانت الواقعة بين دروازة عبدالرزاق وقصر نايف في مدينة الكويت ووصل عدد المتضررين جراء تلك الكارثة حوالي 18 ألف شخص وبلغ عدد المصابين الذين سجلوا رسميا في دائرة الصحة 11 مصابا توفي منهم اثنان.
بعد ذلك شكلت حكومة الكويت وكان ذلك في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله الحاكم العاشر للكويت لجنة مشتركة بين البلدية ودائرة الاشغال لتقدير ومعالجة الاضرار التي خلفتها الامطار وقامت اللجنة بالتعاون مع شركة نفط الكويت المحدودة باستخدام سيارات لسحب المياه المتراكمة في الشوارع.
واتخذت اللجنة وقتها أيضا من مبنى البلدية مقرا لاجتماعاتها المفتوحة نظرا الى الاوضاع الحرجة التي عاشها الاهالي وتم وضع كل الاحتياجات تحت تصرف هذه اللجنة وكذلك قسمت البلدية المدينة الى مناطق وتم تعيين مراقبين للطواف ومتابعة الاوضاع.
كما وفرت الحكومة المساجد والمباني الحكومية لايواء المتضررين نتيجتها وترافقت تلك الحادثة بصور من المعاناة والالم حتى أطلق عليها أهل الكويت اسم (سنة الهدامة) وقيلت فيها الكثير من القصائد الشعرية المعبرة التي توضح تلك المعاناة حتى أن الاجداد يؤرخون حوادثهم تبعا لتلك السنة.
ومن أشهر الحوادث المشابهة أو الامطار الغزيرة التي هطلت على البلاد ما حدث في أكتوبر عام 1872 كما يؤكد المؤرخ الكويتي يوسف الشهاب وأسفرت عن هدم الكثير من المنازل التي كانت مبنية من الطين وشردت الكثير من الاهالي واطلق اهل الكويت على تلك الامطار اسم (الرجبية) لانها تساقطت فى شهر رجب.
وفي أواخر عام 1954 وكان ذلك في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم ال11 للكويت تعرضت الكويت الى امطار غزيرة جدا لم تعرفها البلاد من قبل وتخطت في غزارتها وأضرارها ما تركته أمطار (سنة الهدامة) وكذلك أمطار (الرجبية).
وفي ظل التغيرات المناخية التي أمست تطال بقاع العالم ككل أصبح من الواجب التنبه الى دروس الدول المستفادة من تجارب الكوارث خصوصا ما يتعلق بالامطار والسيول والفيضانات علاوة على التنبه لما تفرضه الطبيعة الصحراوية للبلاد.
وشهدت البلاد خلال العام الحالي هطولات مطرية بمعدلات عالية نسبيا الا انه تم تصريف نسبة كبيرة منها دون وقوع مشكلات أو تحديات كبيرة لكن في المجمل يبقى مع التغيرات المناخية عالميا واجب التكفير مليا بشأن مفهوم ادارة الكوارث والعمل على الاستفادة من تجارب الدول في هذا المجال كعمل وقائي مطلوب.
أضف تعليق