كتاب سبر

دخول المجلس ومداخلة صقر !

فرحت كما فرح كثيرون غيري في هذا البلد بحكم البراءة الذي ناله شباب الحراك في قضية دخول المجلس رغم أنني لا ناقة لي ولاجمل وما أنا إلا من حزب “اللي ما يشتري يتفرج” ولسان حالي “مالي شغل بالسوق مرّيت أشوفك” ! ، وما فرحي ذاك إلا ليقيني بحسن نوايا هؤلاء الشباب وعظم غيرتهم وحبهم لوطنهم ، وللدور الكبير الذي لعبته قضيتهم في إنهاء حقبة القبيضة.
سنتان كاملتان شغل فيهما الرأي العام بأكمله ، وأشغل فيها الشباب ومحاموهم بين روحة وجيئة في أروقة المحاكم ، سنتان خاض فيها من خاض ، وأصبح فيها الجهّال خبراء قانونيين وباتوا يوزّعون الأحكام على شكل توقعات حتى سمعنا عمّن توقع الحكم بالمؤبد على هؤلاء الشباب وكأنهم ارتكبوا أعتى الجرائم ، حتى جاء القول الفصل والحكم بالبراءة والذي نزع فتيل أزمة كانت تلوح في الأفق.
انتهت أزمة وأرجو ألا تبدأ أزمة جديدة حتى ننال قسطاً من الاستقرار يمكننا من التفكير رويداً بأحوالنا وعمل مراجعات سريعة لتوجهاتنا ولنضع ما قدمناه في ميزان الشرع أولاً لنرى قيمته ثم لنضعه في ميزان المكاسب والمخاسر لنرى ماذا كسبنا وماذا خسرنا؟.
شباب في عمر الزهور ، هم الوقود لهذا الوطن ويجب عليهم أن يستفيدوا من كل درس يمر بهم وألا يجعلوا حياتهم ومستقبلهم على كفّ عفريت بسبب الإقدام على أفعال قد تضرّهم وتضرّ مستقبلهم وفي المقابل لا تقدم شيئاً كبيراً لهذا الوطن، وعليهم أن يعوا أن الحياة في جملتها أقصر من أن نقضيها في الانشغال في الأمور السياسية وتبعاتها وأن هناك ماهو أهم بكثير علينا الانشغال به ، وعليهم أن يعتبروا من زميلهم فيصل السويط رحمه الله والذي توفاه الله عزّ وجلّ قبل صدور حكم البراءة ونسأل الله العلي القدير أن يمنحه البراءة من النار ويسكنه الجنة.
في حلقة توك شوك والتي خصصت للحديث حول حكم البراءة استضاف الأستاذ محمد الوشيحي أحد شباب الحراك ممن يحظى بمديح دائم من الوشيحي وغيره من رموز الحراك وذكره الوشيحي أكثر من مرة في مقالاته مادحاً له وأطلق عليه لقب صقر الحراك واقعاً – من وجهة نظري – في ذات الخطأ الذي طالما وقع فيه الحراك ورموزه وهو المبالغة في المدح والإطراء والترفيع وتوزيع الألقاب المجانية لبعض الشباب صغار السن ممن لازال يعتريهم الهوج وتغلب عليهم العجلة وحماس الشباب ومداخلة ذلك الشاب في البرنامج خير دليل على ما ذكرت وأخشى أن تصبح دليل إدانة ضده مستقبلاً ، مع يقيني بأن الطريق أمامه لازال طويلاً حتى يكون ممن يشار إليهم بالبنان سياسياً وأخشى بسبب كثرة المديح أن يتحول إلى حجر  تضع عليه المعارضة قدر خيبتها في المدح بعد أحجار السحلول والكثيري وابن جامع ليتحول صقر الحراك إلى صقير فار في عيون مادحيه سابقاً إذا ما راح يبحث عن حضن دفيان خاسراً لقبه كما خسره من قبله شاعر الدستور وشيخ الشيوخ.
twitter : @Mansour_m