كتاب سبر

أحزاب القائمة المصرية

هل حالة الأحزاب القائمة تدعو إلى أن تكون الانتخابات القادمة حزبية أى بالقائمة!
للأسف إنها أحزاب خاملة ونائمة.. لم تستطع حتى الآن أن تملأ الفراغ السياسى.
ولم تستطع حتى الآن أن تتصدى لإرهاب الإخوان، وتركت الشعب يتصدى بنفسه لهذا الإرهاب مثلها مثل الحكومة التى تترك الأمور تسير كما هى، وتدير الحياة بطريقة يوم بيوم.
فلم نرَ وجودا حزبيا فى الشارع الآن يقيم ندوات أو مؤتمرات لكشف وفضح الإخوان.
ولم نرَ وجودا حزبيا فى الشارع- اللهم إلا قليلا- للحديث عن دستور 2013 والترويج له، ويكتفى البعض منها بالظهور فى برامج «التوك شو» ولا يقدم شيئا، رغم ذلك.
ولم نرَ حزبا يحاول أن يقدم رؤية حول الشأن الجارى، فما بالكم بالمستقبل؟!
ولم يقدم أى حزب رؤيته حول النظام الانتخابى، بما فى ذلك سعيه إلى فرض نظام القائمة، والذى حاول بعض قيادات تلك الأحزاب فى لجنة الخمسين فرضه فى الدستور.
فحتى الآن لم يقدموا رؤيتهم فى ذلك.
ولم يقدموا رؤيتهم فى الانتخابات الرئاسية.
وكأنهم فى انتظار تعليمات تأتيهم.
ولم يقدموا رؤيتهم.. هل تكون الانتخابات الرئاسية أولًا أم البرلمانية أو الاثنتين معًا؟!
ناهيك بغياب الأحزاب تمامًا عن تقديم شخصية للترشيح للرئاسة، ويظهرون أنهم فى انتظار قرار الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى نفس الوقت الذى لا يدعون فيه إلى ذلك بشكل واضح.
وكأنهم ليس لهم علاقة.
وإنما يبحثون عن مصالح شخصية فقط ووجود فى البرلمان القادم بأى شكل، رغم فقرهم الشعبى!
وتخيلوا أن هناك أحزابا ما زال رؤساؤها وقياداتها موجودة ولم تتغير فى نفس الوقت الذى تغير فيه نظامان خلال الفترة الماضية بفعل ثورتين.
فما زال هناك قيادات للأحزاب كانت فى حظيرة نظام مبارك وتنسق معه وتتبع تعليمات أجهزته الأمنية.
وحاولت لعب الدور نفسه خلال حكم الإخوان، بل هناك من حاول أن يكون «عرابا» بين مرسى وقيادات الأحزاب المعارضة.
فى زمن تغير فيه نظامان بفعل ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ظل قادة الأحزاب على رأس أحزابها دون أن تتغير!
فماذا تنتظر من تلك القيادات الحزبية؟
بالطبع لا شىء، اللهم إلا بحثهم عن مصالحهم الشخصية؟
فأحزاب تتبنى الانتخابات بالقائمة ولم تسعَ لترويج ذلك شعبيا.
وتعمل للحصول على ذلك بالضغط على الذين يديرون شؤون البلاد بتقديم أنفسهم باعتبار أن لهم تأثيرا ويقدمون مبررات ضالة، من أن ذلك يمنع الإخوان وحلفاءهم من الترشح وهو العكس تماما، فالانتخابات بالقائمة تجعلهم حاضرين متخفين، أما الانتخابات الفردية فسيكونون فيها مكشوفين مفضوحين أمام الناس.
فليس لديهم ما يعطونه.
ويريدون أن يحصلوا على عطايا.
ألم يكن على قيادات تلك الأحزاب تحمل المسؤولية والفشل خلال الفترة الماضية ويقدمون استقالاتهم ويتركون لأجيال جديدة تحمل المسؤولية، وكفى عليهم مشاركتهم فى نظامين استبدادييْن لم يستطيعوا أن يفعلوا معهما شيئًا، وكان القرار للشعب الذى تصدى لهم فى الثورتين، 25 يناير و30 يونيو.
يا أيها الذين تقودون الأحزاب اتقوا الله فى الشعب، وتحملوا المسؤولية واذهبوا إلى أعمالكم الخاصة.