كتاب سبر

دلو صباحي
حكمت المحكمة!

عشنا خلال الفترة الماضية أياما من أسوأ الأيام التي مرت على بلدنا.. حالة من الترقب والانتظار.. حالة من التوتر والقلق.. وفي ظل توقف البلد.. وتعطل التنمية.. والمشاريع التي تسير بخطى سلحفاة.. ظلت الناس تضرب أخماسا في أسداس في مشهد أشبه بالكوميديا السوداء. 
المواطن عاش كمن ينظر مولده الأول الجديد بالنسبة له.. وكمن يسير ذهابا وإيابا وهو يردد (ولد.. بنت) كأفلام الأبيض والأسود القديمة.. ويتساءل.. هل سيستمر المجلس أم سيبطل كسابقيه.. وما هو مصير هؤلاء النواب وهذه الحكومة.. حالة من الاضطراب واسعة وفوضى سياسية أقل من نقول عنها عارمة.
اليوم وبعد أن حكمت المحكمة الدستورية وقالت كلمتها وأيدت استمرار عمل هذا المجلس مع خروج نائبين ودخول غيرهما.. وبعد أن قدمت الحكومة استقالتها.. آن الأوان أن نفتح صفحة جديدة بيضاء نظيفة نسطر فيها تاريخ بلدنا ونعلي فيها كلمة المصلحة العامة والقيم والمباديء والأعراف والتقاليد الكويتية الراسخة.
اليوم وبعد حكم المحكمة سواء كان مرضيا لنا أو غير مرض نجد ضرورة ان تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وأن تتلاشى أخطاء الماضي بكل ما فيه من عقبات ومطبات وحواجز وعراقيل.
وأرى أنه من الواجب على رئيس الحكومة القادم سواء كان الشيخ جابر المبارك أو غيره أن يكون على قدر المسؤولية في الاختيارات وفي نشر الثقافة الوطنية وتفضيل مصلحة الوطن والشعب على مصلحة أي تيار أو توجه.. وأن يكون صاحب كلمة عليا في اختياراته ويعلم تمام العلم أنه سيحاسب أمام الله والتاريخ على هذه الاختيارات.
لقد حان وقت العمل ولا مجال لأي تأخير أو تعطيل.. وعلى سمو رئيس الوزراء القادم أن يعلم تمام العلم أن أي تلكؤ سيكون هو سببه.. وعدم تحقيق طموحات الشعب وآماله سيكون هو عنوانه.. فبعد الدوامة التي عشناها آن الأوان أن نستقر ونعمل وننتج ونتقدم بشكل حقيقي ملموس على الارض.
المشاريع العملاقة في كافة المجالات تنتظر الحكومة القادمة والتي أراها حكومة إنقاذ وقيادة البلد في منعطف تنموي خطير نأمل أن نتخطاه بكفاءة ومسؤولية.. أما أن يأتينا رئيس لايعي بأن وقت العمل قد وجب وحان فهذا ما سوف يعيدنا للمربع الأول ولنفس الدوامة مرة أخرى.
almesfer@hotmail.com