كتاب سبر

العفاسي والإخوان المسلمون

الحرب التويترية بين مشاري العفاسي والإخوان المسلمين التي تطاير شررها وتعدّى محيط تويتر واصطلى بنارها كثير ممن لا ناقة له فيها ولا جمل على ما فيها من شر لم تخلُ من خير عظيم كحال غيرها من المصائب، وأول خيرها أنها كشفت بأن الإخوان المسلمين لا يتعاطون مع الرجل مدحًا وقدحًا وفق ما يقدّمه الرجل من فكر وعمل وإنما يزنون المدح والقدح بمدى قرب وبعد الرجل منهم فعندما كان مشاري العفاسي شخصية إسلامية عامة تمسّحوا به ورفعوه فوق السماء ليرتقوا على أكتافه ويتكسّبوا من شعبيته وعندما أبدى رأيًا حكيمًا وانحاز لأمن مصر وحقن دماء أبنائها وضعوه في أسفل أرض وفجروا في الخصومة معه كما فعل جمعان الحربش الذي عمل رتويت لتغريدة من حساب منتحل شخصية فضل شاكر شتم فيها مشاري العفاسي ولم يتراجع ويعتذر- حسب علمي – بعد أن بيّن له بكل أدب مشاري العفاسي بأن الحساب مزوّر ولا يمت لفضل شاكر بصلة، فكلمة يوسف القرضاوي في الإخوان ووصفه لهم بقوله: (إذا أحبّوا شخصا رفعوه إلى السماء السابعة وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السُّفلى).. تجسد واقعهم بدقة!.

ومن خيرات هذه الحرب التي أسقطت الأقنعة وكشفت المعادن الحقيقية لمن كانوا يتصنعون السمت وحسن الخلق ليكسبوا جماهيرية تخدمهم في مشاريعهم السياسية أنها بيّت بأن الإخوان المسلمين لا يتعاطون مع الأخبار قبولًا ورفضًا وفق مطابقة الخبر للواقع من عدمه، بل يتعاطون مع الأخبار بقياس نفعها من عدمه لخدمة الحزب وهذا باعترافهم  يقول الإخواني أحمد رائف أن الإخوان المسلمين ينشرون الشائعات وفق “خطّة مرسومة”، فترويج الأخبار الكاذبة عن مشاري العفاسي لتقليل شعبيته وإسقاطه من عيون الجماهير بات أمرًا مهمًا لدى الإخوان، فبسقوط مشاري العفاسي يسقط وقع وتأثير كلامه على الناس وهذا ما يريدونه.

ولكنهم خُذلوا كما خذلوا في غيرها من المعارك الفكرية، فمن يخوض أمثال هذه المعارك بالأخبار الكاذبة ودغدغة مشاعر الناس بالكلام العاطفي كحال الإخوان لن يصمد أمام من يتدرع ويصول ويجول بنصوص الكتاب والسنة وأقوال أئمة الإسلام كحال العفاسي.

ملاحظة:
الإشادة بموقف مشاري العفاسي لا تعني الموافقة له على توسعه في مسألة الأناشيد.
تويتر:a_do5y
عبدالكريم دوخي الشمري