كتاب سبر

التفاؤل الليبرالي!

جميل جدا أن يكون الانسان متفائلا ومبتسما للحياة وقلبه يشع تفاؤلا وايمانا، فالتفاؤل والايمان نبراس الحياة ولا يكادان ينفكان عن بعضهما، فالايمان يهدي الى التفاؤل والتفاؤل يهدي الى الايمان.
والانسان مهما بلغ من التقدم الحضاري لا يستطيع الخروج من خيمة البؤس الى فضاء السعادة إلا بالايمان والتفاؤل، 
فالايمان يجعل للمصائب لذة في أعين المؤمنين ويساعدهم على مقاومة المحن بشجاعة فالمؤمن حينما يصاب بمصيبة يعلم بأن الله سوف يخلفه خيرا منها وإن الله سوف يضاعف له الاجر والمثوبة على صبره وهذا الشعور يهون من قدر المصيبة لدى المؤمن ويبدل آلامه آمالا وأتراحه أفراحا.
والناظر في حِكمَ الإيمان بالقضاء والقدر يجد بأن من أبرز حِكَمه هو تهوين قدر المصيبة على المؤمن وتعزيز روح المثابرة والجد والتعالي والتقوّي بالله على المصائب.
ولكن مع الأسف حتى التفاؤل الذي يعد من صميم ديننا لم يتركه لنا الليبراليون دون تشويه فأفرغوه من معاني الإيمان وحشوه بمعان تحث المنحرف فكريا وسلوكيا على المضي في انحرافه وعدم الاتعاظ من مصائبه واستغلالها في تذكّر موعود الله…وحالهم كحال من قال الله سبحانه عنهم:{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} قال بعض المفسرون في العذاب:هو المرض.
فالتعاطي مع المرض وغيره من الآفات التي تعتري الإنسان بروح النديّة التي تفقد العبد روح العبودية أمام قدر الله وتوهمه بأنه ند لقدر الله وتحثه على الإستمرار في انحرافه الفكري والسلوكي وعدم الرجوع لدين الله بحجة التفاؤل كما قرر هذا بعض الليبراليين في مقالة له فهذا دليل على الفهم السقيم لمعنى التفاؤل والذي أحال التفاؤل من كونه سلوك شرعي يحث الخلق على التقرب إلى الله إلى مفهوم يعزز في المنحرف عزيمة المضي بالإنحراف…وهذا ما جعلني أعنون المقالة بـ(التفاؤل الليبرالي)…فالقوم بحق وضعوا للتفاؤل مفهومًا جعل نسبته إليهم حتمية حتى لا يختلط بالتفاؤل الذي تربّينا عليه في ديننا…؟!!
تويتر:a_do5y