كتاب سبر

مهزلة مرسى وبَلادة مبارك

ما يفعله محمد مرسى فى محاكماته يؤكد أن مصر كانت فى طريقها إلى الضياع التام.
.. فالرجل فى أثناء محاكمته «مسخرة» فى ردود أفعاله وقد أصابه الهوس!!
.. يبدو أن وجوده فى قصر الرئاسة خلال حكمه أصابه بالجنون!!
.. فهل كان يتخيل أن يكون حاكم مصر؟
.. وهل كان يتخيل أن يكون فرعونا جديدا؟
.. لقد حما الله مصر بإزاحته عن السلطة.
.. كما حماها من استبداد مبارك قبله وفساده ومن توريثه الحكم لابنه جمال الذى كان يبشر بالفساد وسيطرة شلة على حكم البلاد.
لقد كانت مصر مريضة فى ظل حكم مبارك الذى أبدى أيضا الكثير من الجهل وقلة الحيلة خلال حكمه الاستبدادى، حيث استشرى الفساد، وأضاع تقدم مصر مرة بحجة محاربة الإرهاب وما إن وقف معه الشعب فى الحرب على الإرهاب وتوحُّش الجماعات الإسلامية -التى ربَّاها السادات من قبله- حتى أصبح ديكتاتورا وتصرف فى البلاد كعزبة خاصة حتى وصل به الأمر إلى تحكم زوجته فى أمور البلاد وأراد أن يورث الحكم لابنه.
.. وبعد خروج ثورة 25 يناير ونجاحها فى إسقاط عرش مبارك أبدى بلادة غير طبيعية بعد خلعه حتى فى محاكماته بشكل ينعى فترة حكمه فى مصر.. ودوره فى تخلفها وتنازله عن الكثير من أمنها القومى والعلاقة مع دول كثيرة، ولعل ما نعيشه الآن فى أزمة مياه النيل هى نتاج سياساته مع الدول الإفريقية.
.. واستمر الوضع بعد ذلك خلال المرحلة الانتقالية الأولى بعد ثورة 25 يناير على نفس الوتيرة فى ظل إدارة فاشلة سواء كان مجلس طنطاوى العسكرى أو وزارة عصام شرف.
واستطاعت جماعة الإخوان بتنظيمها الذى حافظ عليه مبارك ونمَّاه فى السيطرة والضحك على مَن يديرون البلاد وعلى قوى سياسية كان يحب التخلص منها أيضا فى ثورة 25 يناير فى السطو على الثورة.. واستطاعوا الوصول إلى قصر الرئاسة وتسلم السلطة.
.. وأراد الإخوان بمندوبهم محمد مرسى السير على طريقة مبارك فى حكم البلاد بالفساد والاستبداد ولم يتعلموا مما جرى مع مبارك وتخيلوا أنهم أصحاب الثورة فأرادوها ثروة.. لكن الشعب كان لهم بالمرصاد.
.. وحما الله مصر منهم.
.. لتخرج الملايين فى 30 يونيو.
.. وليستعيد الشعب ثورته.
.. وقد تعلَّم الشعب من فترة حكم الإخوان أنه لن يتنازل عن حقوقه.
.. ورغم العمليات الإرهابية التى يقوم بها الإخوان وأنصارهم فإن الشعب يتصدى لهذا الإرهاب.
.. ولن تؤثر عليه تلك العمليات الإرهابية فى استعادة حقوقه الذى أهدرها نظاما مبارك والإخوان.
.. ومن هنا يقدم الشعب رسالته إلى الطامحين فى الدخول إلى القصر الرئاسى فى أن المرجعية هو الشعب ولا أحد غيره.. فلم تنفع شلة أو جماعة فى الحفاظ على الحكم.
.. ولن يتنازل الشعب عن كرامته تحت أى ظروف.. حتى ولو كان هناك إرهاب.
.. فقد قدم الشعب تفويضا للجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب.. ولكن ليس تفويضا لهدر الكرامة والحرية!
.. وأعتقد أنه جرى استيعاب الطامحين إلى منصب الرئيس لمطالب الشعب.
.. ولعله آن الأوان لالتفاف الجميع من أجل الحفاظ على هذا الوطن.
.. ولتتفق القوى الحية على وضع عام يعيد مصر إلى مكانتها.
فكفى استبدادا بالسلطة..
وكفى فسادا فى البلاد..
وكفى إهدارا للوطن..
وكفى إهدارا للمواطن.