كتاب سبر

كثيرون حول مصالحهم قليلون حول الوطن!

اطلاق مسمى السلطة في الزمن والظروف التي قال فيه غاندي:(كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن) يذهب بأذهاننا-أو بالأحرى ذهني ومن يوافقه في مسارات تفكيره-إلى معناها الضيق وهي حكومة (الدمار وليس الإستعمار) وهذا ما يجعل المناقض لمن يقف مع السلطة واقفا-إلى حد كبير-مع الوطن.
أما في زماننا هذا فترديد الكثير منا لقول غاندي:(كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن) دون محاولة التمييز بين الزمان والظروف التي قيلت فيها دليل على قصور النظر…فالظروف والزمان التي قيلت فيها هذه العبارة قد تصحح ضيق العبارة بجعلها الناس صنفين صنف يدور في فلك السلطة وصنف يدور مع مصلحة الوطن…أمّا في زماننا فالصحيح أن يقال:(كثيرون حول “مصالحهم” قليلون حول الوطن) فجعل الإلتفاف حول الوطن في زماننا هو النقيض للإلتفاف حول السلطة فيه مجافاة للواقع…ففي زماننا لم يعد تحقيق المصالح الشخصية مقرونًا في الدوران مع السلطة كما هو الحال في زمن غاندي الذي كانت سلطة (الدمار وليس الإستعمار كما شاعت تسميته) محتكرة فيه المناصب والمال ويجد فيه المناوئ لها الأمرين من العذاب والتنكيل …فالآن يستطيع مدّعي المعارضة أن يحقق من الثراء والمكاسب المادية والمعنوية أضعاف ما يحققه من يدّعي الموالاة للسلطة…!.
ولنا في واقعنا السياسي شاهد حي…فكثير من مدّعي المعارضة لدينا يدورون مع مصالحهم التي ارتبطت بمسار يناقض مسار السلطة ولم يعد ادّعاؤهم الحرص على الوطن يستر حالهم الذي تتابعت الأحداث على كشفه حتى لم تدع لنا شكًّا في كذب دعواهم.
فترويج كثير من أدعياءالمعارضة لدينا لمفهوم (كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن) لايهام الجماهير بأن الوقوف ضد السلطة هو وقوف مع الوطن هو محاولة فاشلة لمدعي المعارضة لاستغفال الجماهير حتى يتسنى لهم إطالة أمد نضالهم المزعوم الذي يدر عليهم من المنافع المادية والمعنوية مالا تدره عليهم موالاتهم للسلطة!.
وهذا لا يعني بأن ليس هناك من عارض بنوايا حسنة وحرصًا على الوطن ولكنه مع الأسف لم يحاول تمييز نفسه عن معارضة بات الدوران مع مصالحها أبرز سماتها فغاب المحسن فيها بين ركام الفاسدين…؟!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y