كتاب سبر

هذيان مرسى

كلما رأيت محمد مرسى يتحدث أحمد الله أننا تخلصنا منه، فقد كان يبشِّر بالخراب والدمار فى البلاد.
.. فالرجل يهذى دائما ولا علاقة له بما يحدث حوله.
.. ولم يفْرق كثيرا وجوده فى قفص الاتهام أو فى قصر الرئاسة!
.. فقد كان يهذى أيضا فى قصر الرئاسة.
.. لم يحترم المنصب الذى وصل إليه.
.. لم يحترم إلا قياداته فى التنظيم الإخوانى ومكتب إرشاده.
.. أراد أن تكون مصر عزبة خاصة للإخوان.
.. فحوَّل القصر الرئاسى إلى فرع لمكتب الإرشاد.
.. كان يراعى فى الشعب أهله وعشيرته فقط أما باقى الناس فهم من الخوارج!!
لم يدرك أنه جرى تغيير كبير فى الشعب بعد ثورة 25 يناير.
.. وأن الشعب لن يرضى أبدا بالاستبداد حتى ولو كان ذلك بغطاء التجارة بالدين.
.. لم يفهم هو وقياداته أن الشعب لن يترك حاكما يبيع ويشترى فيه.
.. لقد أُصيب بلوثة بسبب وجوده فى قصر الرئاسة.. وتخيل أنه بتلك المؤسسة التى أفسدها مبارك وصارت معه فى نفس الفساد، الدنيا أصبحت فى يديه أبدا ما دام وجد الخدم والمواكب فى خدمته، ولم يدرك أن هؤلاء مجموعة من الموظفين الذين يقدمون فروض الولاء والطاعة لأى شخص موجود فى هذا القصر.. وزاد هو عليهم من أهله وعشيرته.. فقد أصبح القصر على يديه «مولد وصاحبه غايب».
لم يدرك أن الشعب توَّاق للحرية..
.. ولم يدرك أن الشعب توَّاق للعدالة الاجتماعية.. ولم يدرك أن الشعب استعاد كرامته.
.. ولم يدرك أن الشعب يسعى لدولة القانون.
.. تخيل فقط أنه أصبح الرئيس.. وبالتالى يتصرف كيفما يشاء.
.. لا يسمع لأحد.. فتكفيه تعليمات قياداته فى مكتب الإرشاد.
.. تخيل أنه الرئيس أبدا وأنه ورث الحكم من مبارك.
.. وكان سؤاله: كيف تحمِّلون مبارك كل هذه السنوات وهو المستبد الفاسد؟! وأنه رجل الخير والبر والدين.. فمن حقه أن يحكم أبدا.. ولا يُسأل عما يفعل.. فهو الشرعية والشرعية هو!!
.. لم يعمل مرسى وإخوانه لصالح الشعب.
.. وإنما عملوا لصالح «يافطة الجماعة».
.. فكان الحل هو إسقاط تلك اليافطة.
.. فخرج الشعب من أجل إسقاطهم وتقديم درس جديد فى الوطنية.
.. فالشعب لن يصبر أبدا على حاكم مستبد.
.. ولن يصبر على طاغية أو ديكتاتور.
.. قد يحاول ويسعى إلى قائد ويصبر عليه.. لكن فى النهاية لن يسمح باستبداده مرة أخرى.
.. لم يتعلم مرسى من درس ثورة 25 يناير التى حاول هو وجماعته السطو عليها وادّعوا أنهم «ثوار أحرار» رغم أنهم لم يُضبَطوا من قبل عبر ثمانين عاما من تاريخ الجماعة ثوريين.. بل كانوا منافقين وموالسين لأى نظام من أجل البقاء والحفاظ على «يافطة الجماعة».
.. فكان لا بد من حدث ثورى لكشف وفضح تلك الجماعة المنافقة.. والرئيس المدَّعى.
.. فصار هذيانه أكبر!!
.. لقد تم إنقاذ البلد فعلا من مرسى وهذيانه.. ونجَّانا الله من أفعاله.
.. لكن لم يتعلم محمد مرسى حتى الآن أن هناك إرادة شعبية أسقطته مع جماعته.
.. ولم يتعلموا أن الشعب تصدى للإرهاب من قبل ومستعد أن يكمل مسيرته من أجل حقوقه وديمقراطيته وسيتصدى للإرهاب الذى تُشِيعه الجماعة الآن التى تحاول به أن تثبت أنها ما زالت موجودة.
.. لقد حما الله البلاد من هذيان مرسى.
.. وقدم الشعب دروسا عظيمة لكل من يحاول أن يكون ديكتاتورا.
.. لكن ما زال مرسى يهذى!