كتاب سبر

قصة سارة

البداية:
في العطاء تعلّم وزن الأشياء وثقلها فليس كل شخص يستحق تضحياتك .. وعطاءاتك .. فتأمل قبل أن تتألم
من ارشيف الجامعة .. وذاك المجتمع الغريب .. لا أعلم سبب تذكري لتلك التي حطمتها صدمات العطاء .. حتى علِمت أن الإحسان يجزى بالجحود والنكران .. إلى حين
كانت تزاملني في بالكلية .. متوسطة الجمال ولكن بساطتها جعلتها الأجمل ، هي الوحيدة التي تبادر بالسلام على الجميع حتى أننا نشاهد صدق نبضات قلبها المليئة بالمحبة والتي ماعهدنا منها الا الخير والكلمة الطيبة وكوننا في مجتمع محافظ فعلاقتنا اقتصرت بحدود الدراسة والسلام فقط .. إلى أن ..
قبل التخرج بشهر .. وبعد سنوات من الكفاح بكلية الحقوق .. تغيرت سارة .. ماعادت مشرقة كالسابق .. وماعادنا نسمع صوتها الحيوي يتغنى برقيق الصباحات حتى ممرات الكلية افتقدت صدى وجودها .. انطوت .. وانعزلت .. وسط استغراب من الجميع .. فماذا حصل ؟!
سألتها وكأنها كانت تنتظر أحدًا ينتشلها من ظلام الكتمان لتشتكي من غدر كل من أخلصت لهم
تقول “تلك” التي أهديتها بعيد ميلادها أجمل الهدايا وأغلى العطور تُهمشني اليوم ومن بين خمسة اتصلات تجيب على آخرها غير آبهةٍ باهتمامي وحبي لها كوننا أصدقاء
و”تلك” كنت أكثر من وقف معها في مرضها ولم أفارقها بالمستشفى وبعد حين ردت طيب مواقفي بالجحود واللامبالاة
حتى “تلك” التي كنت اشتري لها الهدايا بغير مناسبة لاتحشم قدري ولاتبادلني المحبة
ووسط زحام الأنين قاطعتها .. كل من سبق وذكرتيه وحدك المسئولة عنه .. لا هم .. فمن يعطي كثيرًا يندم كثيرًا
طبيعة النفس ما إن تجد من يهتم بها تبادره بالتهميش الا ماندر .. فالغالبية يُفسر حب الناس له على أنهم لا يستطيعون العيش بدونه فتجده يُعظم ذاته وتتضخم رؤيته لنفسه فلايبادل الاهتمام والحب بالمثل بل يتفنن بلعبة الغياب واللامبالاة وأمثالهم لابد من معاملته بالمثل ليعرف حجمه وحقيقته وعلينا أن لانعامل الكل معاملة واحدة بل يجب أن نعطي كلٌ حسب مايستحقه فلو كان الطبيب يعطي المرضى ذات الدواء لمات معظهم ولكنه يُشخص حالاتهم ويُعطي كلٌ حسب حاجته ووضعه .. وكذلك نحن علينا أن نعطي بمقياس حتى لانندم وهذه مشكلة زميلتي التي تعطي بلا حدود فصدمها الواقع فليس كل حُب نزرعه نجني ثمره .. 
ومن تعطيه وقتك وجهدك وتبذل له المستحيل سيملّك لأنك سهلٌ وموجود  فماتنوع الليل والنهار وفصول السنة بأربعة أحوال إلا لأن الإنسان خُلق ملولا
لاتحزن ولاتحاول أن تعاتبه على تهميشك والإنشغال عنك فهذا لن يُحيي حبك في قلبه بل سيزداد تكبرًا وغرورا ..
 يقول الشيخ سلمان العودة:
“عليك أن تتوقف عن عتاب مستمر لشخص لايهتم بك ، سكوتك قد ينبهه أكثر من عتابك فمن ينام على صوت المكيف يوقظه سكوته” .. 
لا احد يستحق ان ترهق تفكيرك به
فمن يريدك لذاتك لن يخذلك ابدًا
ومن يحترمك سيُعطيك قدرك ومكانتك،
لا تحزن على من كان يعني لك كل شيء واكتشفت انك لاتعني له شيء
لا تحزن ان تبدّلت مكانتك في قلب من كان يحبك وعليك التعايش مع الواقع ومحاولة الانشغال عنه فكثرة العتاب لن تعيدك لقلبه .. والأيام كفيلة بأن تنسيك تعلقك الشديد به ومع الوقت سيصبح شخص عادي .. كما أنت في نظره وهذا ميزان القلوب .. 
 
 لا تحزن ..أنت لم تخسره..أنت فقط كسبت نفسك امامه
نعم قد يكون مؤلم ذاك الشعور ولكن الأكثر ألمًا أن تُعلّق حياتك بمن لا يهتم بك .. 
ابتسم .. والتفت لتلك القلوب التي تحبك .. واشغل وقتك معها .. واحفظ هذه المعادلة في علاقاتك :
على قدر الإهتمام اعطِ المحبة ..
 وكلما دفعك الشوق والحنين تذكر أنه انشغل عنك بغيرك وحينها قرر إما أن تقبل بأن تعيش بهوامش من تحب أو أن تحيا بعناوين من يحبونك .. فذاك جعلك بأسفل صفحات الأهمية وأولئك توجوك في أعلى صفحاتهم .. ولك القرار
ومضة .. من نافذة الأمل :
علينا أن ننخل قائمة الأسماء في حياتنا وأن نعيد ترتيب أوراق الناس وكلٌ حسب مكانته وقدره ، وعليك أن لا تتضايق على غياب من لايتضايق على غيابك مهما كان القرار صعب وقاسي ولكن هي كفتّي ميزان ويجب المعاملة بالمثل لنتساوى ونتّزن فالحياة أجمل من أن نختزلها بأشخاص لايهتمون بنا ..
إضاءة:
وعلى أنين الذكريات اسأل :
لماذا الناس في البدايات أجمل ..؟
آخر السطر:
وعلى قولتك يافهيد .. من لايعدك ربح “ماتعدهوش” راس مال
دويع العجمي
@dhalajmy