أقلامهم

ابتسام العون.. تكتب: المهم أرصدتهم تتمدد وأحلام المواطن تتبدد.

المهم أرصدتهم تتمدد وأحلام المواطن تتبدد
بقلم: ابتسام العون
حديثنا اليوم يدور حول آخر حدث إسكاني في الكويت وهو مؤتمر تفلسف جديد وخارطة طريق الهوامير عفوا مؤتمر «فلسفة جديد وخارطة طريق» وهو يتحدث عن قضية شائكة ومفتعلة وهي قضية الإسكان، وهي كرة ثلج تدحرجت لسنوات طويلة ما بين ملعب الحكومة والمجلس وملاعب أخرى مثل ملعب التجار وحتى السماسرة الأجانب دخلوا معهم في اللعبة القذرة وشاركهم في بلع الديرة، الجميع يتقاذف الكرة ويتبرأ منها والشعب الكويتي يتفرج على هذه المهزلة والصبيانية السياسية.
القضية الإسكانية لا تحتمل المزايدة والمتاجرة ولا تحتمل المزيد من المؤتمرات والتصريحات كفاكم مغازلة الشارع، تأكدوا أن الشعب الكويتي واع وقد نفد صبره، قلتها وأقولها مرارا وتكرارا لا تختبروا هذا الشعب الحر الرائد في مسيرة الولاء والعطاء فقد أبدع في تحرير بلاده وتجديد البيعة في مؤتمر جدة، شعب شامخ لا يروق له الضحك على الذقون والاستخفاف بالعقول.
والله إنه من الخزي والعار أن تحتضن أيادي الكويت البيضاء القاصي والداني وتتبرأ من أبنائها وتعجز عن احتضانهم وتوفير الرعاية السكنية لهم.
عجيب أمر الكويت بلد تمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم وفائض في الميزانية ووفرة مالية وأرض فضاء بلغت 90% من مساحتها وعلى الرغم من ذلك نصف الشعب بلا سكن بل يقطنون في شقق سكنية بإيجارات خيالية التهمت الأخضر واليابس من جيوب المواطنين، مما أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج فالعقار أسعار نار والإيجارات السكنية تفوق الخيال، والله إن الحكومة ومجلس هز الرؤوس لهم المسؤولون والمسائلون أمام الله ثم الشعب الكويتي عن تعطل وتردي الخدمات الإسكانية، بالأمس كان السكن حق من حقوق المواطن الكويتي واليوم بات بيت العمر حلما ومنة تمن بها الحكومة على المواطنين.
وقد أكدت الدراسات أن كثيرا من أفراد الشعب الكويتي يعاني من الأمراض السيكوسوماتية بسبب الظروف الحياتية الصعبة وما يترتب عليها من ضغوط انفعالية شديدة ومزمنة وعلى رأس هذه الضغوط الإسكان والتعليم والصحة والزحمة المرورية.
وفي نهاية المطاف يقترح المؤتمر الإسكاني الأخير حل القضية الإسكانية على ظهر المواطن المقهور وذلك بتقليص مساحة الأرض ونسبة البناء، وللعلم وحسب تصريحات السيد أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة السابق لقناة اليوم بأن قضية الإسكان محلولة منذ زمن بعيد فالأموال متوافرة والأراضي موجودة والوزير الوحيد الذي قام بحل القضية الإسكانية بكل شفافية هو وزير الإسكان الأسبق جاسم العون، لكن جديته ومضيه في حل القضية لم يعجب المتنفذين فقضبوا الباب، انتهى كلامه.
نفذ صبرنا ومن وعودكم وأكاذيبكم وصار اللعب على المكشوف وحل القضية بات في يد متنفذي البلد ولن يفرجوا عنها إلا بعد تقسيم الكعكة والانتهاء من بيع الأراضي وتثمين خيطان وغيرها المهم أرصدتهم تتمدد وأحلام المواطن تتبدد وتؤكل الديرة «من هالشق لها الشق».
السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستحل القضية وكرسي الوزارة تعاقب عليه حتى الآن 6 وزراء خلال سنتين؟
ويبقى الحل في يد سيدي صاحب السمو فالوضع لا يحتمل مزايدة ولا مماطلة، إنما يتحمل قرارا شجاعا يخرج من قلب محب للكويت وشعبها ولا يخاف في الله لومة لائم.
? ومضة: «الشعب يريد جدية في القرار».