كتاب سبر

دلو صباحي
موقف رئيس!!

بقلم/ عبدالله المسفر العدواني   
تابعنا جميعا باستياء تصريحات المسؤول الأمريكي الذي يتهم وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور نايف العجمي بأنه يدعم الإرهاب.. وتعجبنا جميعا ككويتيين من حماقة هذا المسؤول وتبجحه وتطاوله على دولتنا ذات السيادة.
وكم كانت ردود الافعال واسعة وعنيفة من كثير من الكويتيين ليس لأن الوزير العجمي قريب لهم أو من قبيلتهم ولكن لأن تطاول هذا المسؤول يعد تطاول على الكويت والكويتيين ككل.. وكأنما هناك في الأمر شيء يدبر لهذا البلد.
ما أراح بالنا هو ما صدر أخيرا عن مجلس الوزراء والتصريحات التي خرجت بعد اجتماع المجلس برئاسة سمو الرئيس الشيخ جابر المبارك.. فقد خرجت التصريحات تقول أن دولة الكويت اعربت عن استيائها لاتهامات صادرة عن احد المسؤولين الامريكيين تشكل مساسا لوزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور نايف العجمي مجددة ثقتها به وموقفها الثابت من رفضها للارهاب بكل اشكاله وانواعه.
ما صدر عن مجلس الوزراء في الحقيقة يعكس شجاعة رئيسه وحكمته لأن الرئيس لم يتخل عن وزير اختاره بعناية في أول محطة ولم يوافق على اتهامات جزافا من بلد آخر حتى وإن كانت هي الامبراطورية الأمريكية أعظم دولة حاليا في العالم والتي تتحكم بمقدرات شعوب ودول.
تمسك الرئيس بوزيره ودفاعه عنه يبين معدن هذا الرئيس الذي لم يكرر أخطاء بعض سابقيه الذين كانوا يتخلون عن اختياراتهم في اول مفترق طرق بغرض العثور على طوق النجاة الذي يحتفظ لهم بمناصبهم.
الايجابي في هذا الأمر أيضا ان مجلس الوزراء استمع خلال الاجتماع الى شرح من الوزير العجمي حول التفاصيل المتعلقة بخلفية هذه الاتهامات والمزاعم التي اكد عدم صحتها وعدم استنادها الى معلومات وأدلة موثقة.
وبعد ذلك اكد مجلس الوزراء ثقته في وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.. وجدد المجلس التأكيد على موقف دولة الكويت المبدئي الثابت من رفضها للإرهاب بكافة اشكاله وأنواعه وآيا كانت اسبابه وسعيها الدائم الى العمل الجاد وبالتعاون مع جميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة من أجل مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه والقضاء على أسبابه.
أي أن الحكومة الكويتية تؤكد رفضها للإرهاب والمنظمات الارهابية بالطبع.. وهو ما يجب أن تعيه أمريكا ومسؤولها.. لأن الكويت من الدول المرشحة لأعمال إرهابية ومحاولات لإثارة الفتن والفوضى.. وبالطبع مجلس الوزراء لن يأوي أو يضم في جنباته وزيرا يدعم ما يمكن أن يهدد أمن وسلامة البلاد واستقرارها ويهدد مجلس الوزراء نفسه.
هنا نقول للمسؤول الأمريكي وبلاده إذا كنتم تحاربون الإرهاب فانظروا الى الجهة الأخرى من الخليج العربي حيث يمارس الارهاب في إيران من رئيس الوزراء وحتى أصغر مسؤول.. وإن كنتم ضد الإرهاب فأين أنتم فعليا لا شكليا من سوريا التي يمارس فيها الارهاب من اكبر مسؤول إلى أصغر شبيح؟!
ونقول للمسؤول وبلاده تدخلكم في شؤوننا أمر مرفوض مرفوض فحاولوا كسب ود هذا الشعب وحكومته وقيادته لأن مثل هذه التلميحات لن تجدي نفعا معنا.
وأخيرا نشكر مجلس الوزراء وسمو الرئيس على الموقف الذي يعكس أصالة ونضج من اتخذوه.. شكرا بوصباح.
almesfer@hotmail.com