كتاب سبر

مشروع إئتلاف المعارضة .. الأمان والاطمئنان

“السيادة للأمة مصدر السلطات جميعا” .. هذا ما نصت عليه المادة السادسة من الدستور الكويتي ، ولكن هل حقا أن السيادة للأمة وأنها هي مصدر السلطات جميعا ؟ 
لقد ناضل رجالات الرعيل الأول لإرساء قواعد الديموقراطية وإيجاد خارطة طريق لتعاون مثمر وبناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في إطار “مصلحة الكويت فوق كل اعتبار” ، فتمخض عن هذا الهدف السامي ولادة دستور الأمة عام 1962. ولكن السلطة دأبت منذ ذلك الحين على انتهاك مواده بشكل صارخ ومتكرر ، في مسعى منها إلى إقصاء الأمة وطمس إرادتها والإنفراد في إدارة شئون وموارد الدولة ، وترسيخ مبدأ بديل: 
” السيادة للسلطة المصدر الأوحد للسلطات جميعا “. لقد كانت ولا زالت السلطة تستنفر كل طاقاتها وإمكانياتها  لضمان وصول مجلس برلماني ضعيف خانع وخاضع لإرادتها ، فكانت النتيجة أن استشرى الفساد في كل أركان ومفاصل الدولة ، واستباحة وهدر للمال العام ، وتدهور في القطاعات الخدمية ، وتعطل مشاريع التنمية لعقود.  إن تعنت السلطة وإصرارها على حرمان الأمة من حق المشاركة السياسية الجادة التي كفلها الدستور أدى إلى خلق بيئة تراكمية خصبة للصراع ، ما لبث أن تطور إلى حالة من الإستياء العام والإحتقان الدائم ، بلغ ذروته في الإصطدام المتكرر ورفع سقف المطالبات الشعبية في سابقة تاريخية. ولم تفلح محاولات الشارع الكويتي إيصال رسالة المطالبة بالإصلاح السياسي للسلطة عبر المناشدات والندوات والمسيرات السلمية ، مما حدا بإئتلاف المعارضة إلى تغيير نهج الحراك الشعبي وتبني مشروع للإصلاح السياسي الوطني . لقد تناول هذا المشروع بشئ من التفصيل مجمل القضايا المصيرية التي تئن تحت وطأتها البلاد ، وفند أسباب ودوافع المبادرة بهذا المشروع ، وحدد الرؤية الشعبية لانتشال البلاد من أزمتها السياسية ، وإن كان قد أغفل آليات التطبيق أو البدائل في حال تجاهل السلطة له.
إن مشروع الإصلاح السياسي الوطني والذي يمثل توجهات أطياف متعددة من المجتمع الكويتي يعد خطوة مباركة نحو نزع فتيل الصراع بين السلطة والأمة وترميم العلاقة بينهما ودفع عجلة التنمية . ونحن ندعو السلطة إلى تغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا ، ومد يد التعاون إلى إئتلاف المعارضة لإيجاد صيغة توافقية حول المشروع ، أوإجراء استفتاء عام عليه ، أو أقله المبادرة بمشروع مماثل.  
إن المناخ السياسي الإقليمي الملتهب والأخطار المحدقة بنا تستوجب المصالحة الوطنية ونبذ الخلافات ، وتعاضد جميع أبناء الوطن لاستكمال مسيرة بناء الكويت والنهوض بها لتعود عروسا للخليج كما كانت.
تويتر @dralfahhad